الأرقام فى كلمة الرئيس
على الرغم من أن عنوان الكلمة هو الاحتفال بعيد تحرير سيناء، فإن كلمة «سيناء» تحديدًا جاءت فى المرتبة الثانية بين الكلمات الأكثر تكرارًا، وذكرت 15 مرة، فى حين ذكرت كلمة مصر 31 مرة فى مواقف مختلفة، بينهما 3 مرات «تحيا مصر»، ومرتان «شعب مصر الأبى»، و«شعب مصر العظيم».
محوران أساسيان فى المسار العام لصياغة الكلمة يعكسان الحالة المسيطرة على من كتب الكلمة، وعلى من ألقاها، هما كلمتا «الإرهاب» و«التنمية»، وهما أصل الصراع الأساسى فى سيناء، مصر تريد التنمية، والجماعات المسلحة تسعى لنشر الإرهاب.. فى خطاب السيسى تكررت كلمة التنمية بواقع 5 مرات، بينما تكررت كلمة الإرهاب بواقع 3 مرات، وذكرت كلمة «الشر» مرتين فى مواقع مختلفة، وعلى الرغم من أن التنمية حظيت بفقرة كاملة فى خطاب الرئيس، فإن العبارات التى وردت لتجسيد مفهوم الإرهاب والتهديد الأمنى كانت أكثر قوة، مثل عبارات «إرهاب يحمل نوايا خبيثة، يهدد نوايا البلد، يروع الآمنين، يعوق المسيرة، يضمر الشر للوطن».
على الجانب الآخر، ذكرت كلمة «الشهداء» مرتين فى إطار تحيتين لكل من ضحّى لعودة سيناء، بينما استشهد الرئيس بآية واحدة من القرآن الكريم، وهى «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» دون أى استدلال بأحاديث نبوية أو حتى كلمات خالدة لزعماء الأمة.
رسائل السيسى لإيران
كلمة الرئيس وردت فى 863 كلمة، مقسمة لـ 8 أجزاء، وألقاها على شاشات التليفزيون فى 9 دقائق و10 ثوان، غير أن أبرز وأقوى ما فيها جزآن، وفى كليهما يتحدث عن الإرهاب، سواء فى الداخل أو الخارج، وحديثه عن إرهاب الداخل ربطه بأن احتفال العام احتفال فى ظرف استثنائى، لما يواجهه رجال الجيش فى سيناء من عمليات إرهابية لا تريد الخير للوطن.
لم يذكر الرئيس اسم أى دولة، لكن تلا 29 كلمة فى الفقرة الرابعة، جميعها تنصب على دولة إيران، حين قال: «مصر لن تسمح بتهديد أمنها القومى ولن تسمح- بالتعاون مع أشقائها العرب- لأية قوى تسعى لبسط نفوذها أو مخططاتها على العالم العربى بأن تحقق مآربها».. وهذا يفسر لنا سر تحديد جغرافية الأمن القومى المصرى، وعدم إطلاق المصطلح على العموم، فهو لم يقل الأمن القومى فقط، لكنه قال: «الأمن القومى المصرى مرتبط بأمن الخليج وأمن البحر الأحمر وأمن المتوسط».
سلام المنتصرين
لم يستخدم السيسى هذا المصطلح من قبل فى أى خطاب سابق، ودلالة استخدامه فى ذكرى سيناء تعكس فكرًا جديدًا عن القيادة المصرية لإعادة تجربة مفاوضات طابا الناجحة التى يندرج تحتها مفهوم «سلام المنتصرين» فى ملف مفاوضات مياه النيل مع الجانب الإثيوبى، والتى بدأ أولى خطواتها قبل 25 يومًا.
ملاحظات سريعة
لم يقرأ الرئيس الكلمة من «الأوتوكيو» كما جرى من قبل فى كلمات سابقة، إنما كان يقرأ من الأوراق أمامه.
خلفية الرئيس فى الكلمة لم تكن الستارة الزرقاء المعتادة، أو حتى مكتبه الذى ظهر منه فى خطاب فبراير الماضى، إنما كانت الخلفية خريطة القطر المصرى الواضحة بها جغرافية مصر، وسيناء تحديدًا التى يتم الاحتفال بذكرى تحريرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة