كرم جبر

لماذا يضحك الإخوان عندما يُحكم عليهم بالإعدام؟

الجمعة، 24 أبريل 2015 08:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آفة الإخوان أنهم يعيشون عالما من الخيال وينفصلون عن الواقع، وظهر ذلك بوضوح فى تصريحات أسامة محمد مرسى، عقب الحكم على الرئيس المعزول بالسجن المشدد عشرين عاما، حيث قال إن والده غير مشغول بالأحكام القضائية، وإنما بإعادة الثورة إلى مسارها، وهو كلام يكشف النقاب عن غيبوبة عميقة، ولا يدرى صاحبه ومن معه أن الشعب هو الذى صحح مسار الثورة، وانتزع رئيسهم من القصر واستأصل عناصرهم من الحكم، واستعاد بلاده من أطماعهم ويستكمل حربه المقدسة ضد إجرامهم وإرهابهم.

الغيبوبة العميقة، أيضا هى التى تسيطر على سلوكيات قادة الإخوان فى المحاكمة، من ابتسامات بلهاء يصطنعها البلتاجى، إلى حالة سرحان إجبارية تنتاب بديع، ونصف ابتسامة مخلوطة بنصف تكشيرة على وجه صفوت حجازى، وغير ذلك من الإيماءات التى تؤكد أنهم مخدرون ولا يدركون خطورة الموقف الذى هم فيه، أو هى الثقة الكاذبة بأن الأحكام الصادرة ضدهم لن تنفذ، أو أنهم مستغرقون فى أوهام ثورة الشك التى يصحح المعزول مسارها، وأنها ستأتيهم مثل 25 يناير، فتقتحم حماس سجن طرة ويتحدث محمد مرسى عيسى العياط من جديد لقناة الجزيرة، عبر تليفون الثريا الذى استعاره من رجل طيب كان يرعى الغنم بالقرب من السجن، وتؤدى كثرة إدمان مثل هذه الأوهام إلى حالة من اللاوعى واللاإدراك، فيضحكون فى استخفاف عندما تصدر ضدهم أحكام الإعدام، وكأنهم يسمعون خبرا سارا.

أعتقد أن الموقف سينقلب رأسا على عقب عندما يلتف حبل المشنقة حول إحدى الرقاب، فيدرك البقية أن الأمر جد وخطير ولا مجال فيه للاستخفاف والاستهانة بأحكام القضاء، وتبدأ بعدها مرحلة الإفاقة والتعامل مع المتغيرات على أرض الواقع، وأهمها أن الزمن لن يعود للوراء وأن سنة حكمهم كانت كيا بالنار، فتختفى ابتسامة البلتاجى، ويدرك المعزول الذى يرفع يديه لتحية الجماهير الغائبة، إنه فى القفص الزجاجى وليس على المنصة فى ميدان التحرير.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة