فى المرحلتين الإعدادية والثانوية العامة كانت نظرتى لأصدقائى من أعضاء جماعة الإخوان أنهم الأكثر تعلقا بالدين الإسلامى، والأكثر التزاما بالآداب العامة والأخلاق الكريمة، ومن ثم كان تقديرى الكامل لهم، حتى جاءت معركة السياسة ووصولهم لأعلى هرمها بجلوس محمد مرسى على كرسى رئاسة مصر، اختلفت معهم على إدارة مرسى للبلاد ولكن بقيت النظرة الأخلاقية لمدرستهم فى التربية.
بعد 30 يونيو، خرج قليل منهم بمصطلحات غريبة عن قاموس مفرداتهم، مثل الهاشتاج الشهير، وبعد وقت قليل تحولت الهاشتاج من كلمة استثنائية فى مناقشاتهم إلى الكلمة الأكثر تداولا، بما انعكس علينا بمزيد من التفكير من جديد فى مدرسة التربية الأخلاقية للإخوان.
أيام قليلة وظهرت مفاجآت تدمر مدرسة التربية الإخوانية، لعل أبرزها واقعة فاطمة، الفتاة العشرينية التى أجرت مكاملة مع قناة الشرق الإخوانية وادعت أنها تعرضت للاغتصاب، وهو الأمر الذى جسد تغيرا نوعيا فى كل المتابعين للملف السياسى المصرى بأن خصصوا لها هاشتاج باسم «#حق فاطمة واغتصاب فاطمة، والشرطة المصرية تغتصب السيدات» وغيرها.
قبل 48 ساعة انكشف أمر فاطمة، وظهرت هى على الهواء مباشرة للمرة الأولى تعترف فى قناة المحور بأن مكالمتها مع قناة الشرق مزيفة، وأنها لم تتعرض للاغتصاب، وأن أحد قيادات الإخوان بعين شمس هو من طلب منها إجراء مداخلة مع قناة الشرق، وهو من منحها ورقة تقرأ منها الادعاءات الكاذبة عن الاغتصاب.
جرأة فاطمة فى الاعتراف بالخطأ كشفت معها حقيقة صادمة عند تدنى مستوى التربية بالمدرسة الإخوانية التى أباحت كل شىء حتى الكذب لدرجة تصل إلى الادعاء بوقوع جريمة اغتصاب بحق بناتهن، فقط لإشاعة الفوضى، وخلق قضايا جدلية من لا شىء ودفع الشباب إلى تنظيم مظاهرات فى الجامعات والشوارع المصرية.
حتى الآن مازلت أحتفظ لعدد من الإخوان المختلف معهم فى الرؤية السياسية بقليل من التقدير المعنوى على صداقة استمرت سنوات، ولكن ثبت لى أن الادعاءات الفارغة عن مدرسة التربية الإخوانية هى ادعاءات باطلة، لم تنتج مشروعا حقيقيا، بل أنتجت مشروعا وهميا يستغل كل شىء حتى الكذب وصولا إلى الغاية الكبرى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة