نقلا عن اليومى...
أكد اللواء طيار أحمد جنينة، رئيس شركة ميناء القاهرة الجوى، أنه سيعمل على استئصال من وصفهم بـ«شلة المنتفعين» داخل المطار وخارجه، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة لا مكان فيها للفاسدين.
وقال اللواء «جنينة» فى حواره لـ«اليوم السابع» إنه كان يتمنى الشهادة بـ«البدلة الميرى»، وعلى أتم الاستعداد للشهادة أيضًا بـ«الزى المدنى»، دفاعًا عن الوطن الذى يحتاج إلى اصطفاف جميع الشرفاء فى جميع المواقع، موضحًا أنه يولى أهمية كبيرة لتعظيم إيرادات الشركة من خلال التفاوض مع رجال الأعمال والمستثمرين والشركات المتعثرة، بما يواكب التسهيلات التى تقوم بها الحكومة، بالإضافة إلى تعظيم إيرادات الشركة من خلال إنشاء العديد من المشروعات، وتحسين أوضاع العاملين الذين ينبغى أن ندرك وأن يدركوا هم أيضًا أنهم يعملون داخل مؤسسة قد تترك أثرًا إيجابيًا أو سلبيًا عند القادمين أو المسافرين من مصر.. وإلى تفاصيل الحوار.
كيف تتعامل مع رجال الأعمال والمستثمرين المتعثرين فى سداد المستحقات للمطار؟
- فى البداية ليس من مصلحتى أو من مصلحة الدولة عدم المرونة فى التعامل مع المستثمرين، وفى بداية تولى مهام منصبى اجتمعت بعدد من رجال الأعمال والمستثمرين، منهم رامى لكح، وإبراهيم كامل، وجميع شركات الطيران، ومنها سمارت، واتفقنا على سداد جزء من مستحقات الشركة، وجدولة باقى المديونية، وهذا فى حد ذاته إنجاز، حتى نستطيع أن نواكب التطور الذى تتبناه الحكومة فى التيسير على المستثمرين لخلق سوق عمل واعدة.
اللواء طيار أحمد جنينة
ماذا عن الأرباح التى حققتها شركة الميناء خلال الأشهر القليلة من توليك المسؤولية؟
- الحمد لله النتائج مبشرة حتى الآن، حققت منذ يناير 2015 حتى الآن 134 مليون جنيه، ولك أن تتخيل أن الخدمة المميزة منفردة حققت خلال تلك الأشهر القليلة 11 مليون جنيه، فى حين أنها حققت العام الماضى فى الفترة نفسها 4.5 مليون جنيه فقط، وذلك من خلال عدم استثناء أى صغير أو كبير من تحمل نفقات الخدمة، حتى أنا شخصيًا أقوم بتسديد مقابل الخدمة إذا تلقاها أى شخص من طرفى.
فى بداية تسلمك مهام عملك.. كيف وجدت الوضع فى المطار؟
- حقيقة هالنى كم الفساد المستشرى فى المطار، وسيطرة جهات مختلفة على العمل داخله، بالإضافة إلى «شِلل» الفسدة والمنتفعين، وعدم وجود نظام يحدد العمل، وبدأت فعليًا فى اتخاذ جميع الإجراءات التى من شأنها أن تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، كما أننى أقوم بمتابعة كل صغيرة وكبيرة فى المطار شخصيًا، ومنعت اتخاذ أى قرار أو توصية دون الرجوع لى، كما أننى سأعمل خلال الفترة المقبلة على أن يكون أحمد جنينة هو رئيس مطار القاهرة، وليس أى جهة أخرى، مع كامل احترامى وتقديرى لهم ولجهودهم.
كيف تعاملت مع قضايا الفساد الموجودة داخل المطار، والتى تحدثت عنها؟
- قمت بتحرير محاضر، وهناك وقائع مصورة سلمتها للمسؤولين فى الشركة القابضة، وسأكشف عن ذلك فى الوقت المناسب بعد استئصال هذه «الأورام السرطانية»، أنا كنت مقاتلًا فى الجيش المصرى، وكنت أتمنى أن أنال الشهادة فى أثناء خدمتى ببدلتى الميرى، والآن أنا أتمنى أن ألقى الله شهيدًا فى سبيل هذا الوطن، ومن هنا أؤكد للجميع أننى لن أتوانى عن مواجهة الفاسدين وشلل المنتفعين مهما كلفنى ذلك من تضحيات، ووصلنى مؤخرًا حديث من بعض الأشخاص وقالوا لى «خلى بالك وأنت ماشى على الصحراوى».
عفوًا، البعض يتحدث عن عدم دراية اللواء أحمد جنينة بملفات المطار.. ما ردك على هذه الانتقادات؟
أنا كلفت بتولى هذه المسؤولية الكبيرة، ومن خلال تربيتى العسكرية لم أكن أستطيع رفض المهمة، لأن البلاد فى حاجة إلى معاونة الرئيس الذى لا ينام، ويسهر على مكافحة الفساد والفاسدين، ومن هنا لابد على جميع الشرفاء الاصطفاف خلف الرئيس ومعاونته، وأنا أعول فى ذلك على دور المؤسسات الصحفية المحترمة التى لا تقوم بابتزاز المسؤولين، وكذلك الجهات الرقابية الشريفة، حتى نستطيع بناء الوطن، ومن يقم بمهاجمتى هم من شلة الفاسدين والمنتفعين الذين لم يستطيعوا ابتزازى، فأنا كان باستطاعتى أن أساير الفسدة، وأدفع من مال الدولة لشراء مساحات إعلانية فى مختلف الصحف ووسائل الإعلام لتلميعى، لكن ذلك خيانة لله أولًا ثم الوطن والرئيس، ثم إنه ليس على «راسى بطحة».
تقريبًا جميع الخدمات فى المطار تقوم بها شركات خاصة دخلت مناقصات، وتستعين بموظفين باليومية لإنجاز العمل، فما موقفك من ذلك؟
- توليت المسؤولية وهذه الشركات موجودة، ولا أقوم بتجديد أى عقد من عقود هذه الشركات إلا بعد دراسات مستفيضة، ووفق شروطى ورؤيتى بما يعود بأقصى استفادة على الشركة، ومناقشتها فى عدد العمالة وحقوقهم التى تنطلق من عدم إجحاف حق المطار أو العمالة، كما أننى أقوم بمتابعة أداء هذه الشركات بنفسى، وأقوم بتوقيع غرامات مالية كبيرة إذا وجد أن هناك أى تقصير.
قدمت عدة بلاغات للنيابة العامة بشأن اكتشاف حالات فساد.. حدثنا عنها؟
- الحديث عنها سيكون بعد انتهاء التحقيقات فيها، وللأسف فوجئت بأن هناك عصابات فساد ومنتفعين بالمطار، لم يكونوا على قدر المسؤولية الوطنية، وتدخلت الوسائط والمحسوبية لأكل أموال مصر لصالح رجال أعمال معينين بمساعدة رؤساء شركة سابقين، وأؤكد لك أننى لن أتوانى عن كشف أى فساد فى عهدى حتى أختتم عملى الوطنى دون أن أكون مسؤولًا بالتستر عن أى فساد حتى إن كلفنى ذلك حياتى، وإبعاد الكثيرين من الفاسدين، ومازلت فى طريقى لإبعاد الموجودين، كل حسب وقته، والأماكن الحساسة وضعت بها 4 موظفين، فبالتأكيد سيكون على الأقل واحد فيهم غير فاسد أستطيع من خلاله أن أجفف منابع الفساد.
جانب من الحوار
وما مشروعاتك لتعظيم إرباح وإيرادات الشركة هذا العام؟
- هناك كثير من الخطط المستقبلية وتعظيم الأرباح، وبدأنا فى تنفيذ مشروعات صغيرة وقليلة التكاليف، منها إنشاء لوحات إعلانية بين الممرات على مسافة مناسبة، وبترخيص من سلطة الطيران المدنى، وهذه الفكرة تكلفتها بسيطة جدًا، فاللوحة الواحدة تتكلف نحو 250 ألف جنيه، وستقوم الشركة المنفذة للمشروع بإنشاء هذه اللوحات وخصمها من العوائد، ويصل دخل هذه الفكرة نحو 10 ملايين جنيه.
وما مستقبل مشروع «إيربورت سيتى»؟
- بالطبع هذا المشروع القومى العملاق على رأس أولوياتى، وتم الانتهاء من إعداد جميع الدراسات الخاصة بالمشروع، لكن المشروع ينقصه إعداد البنية التحتية حتى يدخل المستثمر وهو مطمئن، ولدينا اتصالات مع جميع الجهات المعنية للترتيب والاستثمار، والانتهاء من أعمال البنية التحتية للمشروع، والتى تصل لأكثر من 4 مليارات جنيه.
فى ظل هذه العلاقة التكميلية، ما وضع الديون التى على شركة مصر للطيران؟
- أنا أعمل من منطلق تقديم جميع التسهيلات للجميع، وهذا بالطبع أولى به شركة مصر للطيران، وعقدت اجتماعًا مع المسؤولين بها، وقاموا بتسديد 135 مليون جنيه خلال 3 أشهر فقط، وهذا طبعًا إنجاز كبير للشركتين.
فى الفترة الأخيرة تم السماح لشركات منخفضة التكاليف بالعمل داخل مطار القاهرة الدولى، ولدى مصر للطيران كثير من التحفظ على عمل تلك الشركات داخل مطار القاهرة؟
- الجميع فى الحقيقة له تحفظ، لكننا نعمل وفق منظومة، والوزير يناقش الجميع، ونعمل على إعلاء المصلحة العليا للبلاد والمواطن ووزارة الطيران المدنى وشركاتها، ونحن منفردين غير معنيين بالموافقة أو السماح بعمل أى شركة داخل مطار القاهرة، فالمسؤولية جماعية، ونحن لا نقبل المساس بمصالح مصر للطيران على كل حال.
هناك مشكلة بسيطة جدًا، وتسبب الكثير من المتاعب والمشاكل وعجزت عن حلها جميع المجالس السابقة، هى دخول سائقى التاكسى داخل الصالات؟
- فى الحقيقة هذه مشكلة كبيرة، وتسبب الإحراج لنا فى مطار القاهرة، ونحن لسنا وحدنا المسؤولين عنها، ومن أحد العوامل الرئيسية التى تفاقم هذه المشكلة وتقتل أى فكرة لحلها وجود بعض أفراد الشرطة الذين يتساهلون ويسمحون بدخول السائقين إلى الصالات، ويقومون بتحصيل مبالغ مالية من حوالى 600 تاكسى تعمل داخل المطار، وأنا فى طريقى لوضع حل لهذه المشكلة.
حدثنا عن رؤيتك للتغلب على أزمة المرور فى المطار وتكدس السيارات، خاصة فى أوقات الذروة؟
- أولى الخطوات لحل هذه المشكلة تأتى من خلال اتخاذى قرارًا بدخول جميع سيارات العاملين فى شركة الميناء والإدارات التابعة لها، ووضع سياراتهم داخل الجراج المتعدد الطوابق، والمجهز لاستيعاب نحو 1900 سيارة، وهو غير مستغل بشكل جيد، وبالتالى سيعمل على تخفيف التكدس المرورى خلال خروج الموظفين نظرًا لقرب الجراج من الطرق وابتعاده عن الصالات.
ما أهم المشروعات الربحية التى قمت بها خلال توليك مسؤولية شركة الميناء؟
- قمنا بطرح مناقصة عامة بحق الانتفاع لـ178 ألف متر مربع فى نطاق حيز الميناء بجوار طريق السويس لاستخدامها فى إقامة مجتمعات وديزنى وبحيرات صناعية ووحدات سكنية، بحق انتفاع لمدة 37 عامًا، بقيمة 9 مليارات و665 مليون جنيه لتصل قيمة المشروع بعد 16 سنة إلى 16 مليار جنيه أصولًا للشركة، وفازت شركة «مكسيم» بالمناقصة، وقامت بتسديد 3.5 مليون جنيه تأمينًا، وتم دفع 45 مليون جنيه كخطاب الضمان، وتم الحصول على جميع الموافقات الأمنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة