الجد الذى اغتصب حفيدته والأب الذى أنجب من ابنته والأخ الذى استحل أخته وغيرها من قضايا اغتصاب المحارم، التى تثير فى النفوس القرف والشعور بالغثيان، وحتى لو كانوا استثناءات قبيحة ولم يتجاوزوا أعدادا قليلة، إلا أننا أمام شواهد مؤكدة من علامات الساعة، ولا سبيل لمواجهتها إلا بأحكام إعدام سريع ورادعة، تنفذ بطريقة علنية أمام الرأى العام، فربما ترتدع الضمائر المنحرفة من حبل المشنقة، علاوة على الفضيحة والتشهير والتجريس، لأن الجريمة ذاتها تخرج عن قوانين الطبيعة، وعن نواميس الحياة وطبائع الكائنات الحية.
هذه النوعية من الجرائم تهدم الأمان فى القلوب والعقول، فالأب أو الجد أو الأخ المفترض فيه أن يضحى بحياته، إذا ما تعرضت أخته أو ابنته أو حفيدته لخطر الاغتصاب، ويدافع عنها حتى آخر قطره من دمه، يتحول هو نفسه إلى وحش آدمى، ينهش عذريتها وشرفها، مستغلا قربه منها وثقتها فيه وأمانها معه، وفى أغلب الأحوال يستغل ضعفها وقله حيلتها لارتكاب جريمته النكراء التى تهتز لها السماوات السبع.
لا أصدق أن الذئب القذر مغتصب محارمه يمكن أن يرتكب جريمته تحت تأثير المخدرات، فمهما كان مفعولها لا يمكن أن تذهب بالعقل إلى هذا الحد، حد فقدان السمة الأساسية التى أودعها الله فى مخلوقاته وهى الحمية والنخوة والغيرة، فهؤلاء الذئاب أكثر قذارة من الخنازير، التى أُنتزعت منها هذه الصفات، فلا تغار على أنثاها وتتركها وليمة جنسية للخنازير الأخرى، لذلك حرم الله أكلها حتى لا تنتقل صفاتها إلى البشر، فجاء من بين البشر من هو أكثر خسة ودناءة من أحط أنواع الخنازير، فيغتصب محارمه دون أن يدرك أنه يرتكب أكثر الجرائم همجية فى التاريخ.
يا قضاة مصر، لا تأخذكم بهم شفقة ولا رحمة وأجعلوا أحكامكم السريعة الناجزة تنتصر للإنسانية والنخوة والشرف والأمان والطمأنينة، واتركوا المشانق التى تلتف حول رقابهم تطهر تلك النفوس البشرية الضالة، من الخلل الذى يتنافى مع أحكام السماء وقوانين الخليقة.