تسأل هؤلاء الجالسين ليل نهار على مواقع التواصل الاجتماعى بشكل عام، و«تويتر» بشكل خاص، أنتم بتشتغلوا إيه وما هى مصادر دخلكم؟ والإجابة: ناشط.
وهى الإجابة التى تزيدك حيرة فوق حيرة، وتهرش دماغك متسائلا ومستفسرا: يعنى إيه ناشط؟! هؤلاء الذين استحدثوا، عملا وهميا لا وجود له على أرض الواقع، وإنما فى العالم الافتراضى، الفيسبوك وتويتر، فتجد شخصا مثل علاء عبدالفتاح يجلس خلف الكيبورد ليل نهار، يكتب تدوينات إثارة الفوضى، والتحريض ضد رجال الجيش والشرطة والقضاء، وتدشين مصطلحات الشتائم البذيئة والوقحة، ولا تعرف هو بيشتغل إيه؟
وعلى غرار علاء عبدالفتاح كثيرون، أخطرهم «المرضى» بالسلطة، و«المشتاقون» للمقعد الوزارى، لذلك ومنذ انطلاق ثورة 25 يناير ارتدوا هؤلاء كل العباءات السياسية التى سيطرت على المشهد، بداية بعباءة الثورية، ثم عباءة البرادعى، لأنه كان فرس الرهان والمرشح لقيادة البلاد حينذاك، وعندما خسروا الرهان على فرس البرادعى ولم يحصلوا على المقعد الوزارى، أو أى منصب قيادى، حتى رئيس هيئة الصرف الصحى، أعلنوا الحرب ضد المجلس العسكرى واستحدثوا هتاف العار «يسقط يسقط حكم العسكر».
وعندما وجدوا فرس الإخوان جامحا نحو كل قصور السلطة فى مصر، سارعوا وألقوا ببياض رهانهم عليهم، وارتدوا عباءة المرشد، فجعلوا من عصام العريان فى تدويناتهم، حكيما، ومن البلتاجى، ثائرا، وأسامة ياسين، بطلا، ومن حازم أبوإسماعيل قائدا.
فطن الإخوان لحقيقة المشتاقين لحمل حقائب وزارية، فأعطوهم ظهورهم، وعندما تأكد هؤلاء النشطاء أنهم خسروا الرهان على فرس الإخوان، تمردوا، وركبوا موجة المناضلين والمعارضين للجماعة.
وحين نجح الشعب المصرى فى إزاحة الجماعة الظلامية فى 30 يونيو، اعتقد المشتاقون أن الفرصة هذه المرة مواتية، ولن يتركوها، فقرروا مساندة الثورة، والإشادة المبالغ فيها للجيش المصرى، والمؤسسات الأمنية، والسؤال: هل يمكن الارتكان إلى فضيلة الأمان لهؤلاء الذين كانوا يهتفون ليل نهار، يسقط يسقط حكم العسكر، بالأمس، وعندما تصدر الجيش المشهد، تحول إلى الجيش العظيم والحامى حمى البلاد فجأة؟ وهل المراجعات الفكرية تحدث بمثل هذه السرعة مع كل فصيل يتصدر المشهد؟
هؤلاء المشتاقون، لم يكتفوا بارتداء كل هذه العباءات الملونة بألوان الطيف السياسى، ولكن وفى خطوة جريئة يُحسدون عليها، ارتدوا عباءة تأييد السيسى، وهرول عدد من المشتاقين، وانضموا لحملته الانتخابية، وبعد فوزه بمقعد الرئاسة، انتظروا المقابل، كالعادة، ولكن كان للرئيس السيسى نظرته الثاقبة حيث تبين له أن هؤلاء مجرد ظواهر صوتية فقط، ولا يتمتعون بأى كفاءة، سواء علمية، أو فنية، أو إدارية، تؤهلهم لحمل حقائب وزارية، أو يشغلون مناصب مهمة، وهو ما أثار غضب المشتاقين، فقرروا الانقلاب على نظام السيسى، والبحث بقوة عن عباءة يمكن أن يرتدوها، عند سياسى قديم أو مستجد، أو رجل أعمال طامح ومشتاق للسلطة، ليرتدوها، رافعين شعار «طالما مفيش مقاعد وزارية أو مناصب قيادية يبقى أبّجنى تجدنى».. المشتاقون الآن يقودون حربا ضد النظام، بأجر، على تويتر، وبذلك انضموا للقتال الصوتى كمرتزقة.
دندراوى الهوارى
النشطاء النائمون على تويتر ليل نهار.. شعارهم «أبّجنى تجدنى»
الأحد، 26 أبريل 2015 12:04 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة