هل يجوز أن يتزوج الشافعى من حنفيه والعكس؟ هل تصدق أن هذا السؤال كان أهم الأسئلة التى شغلت بال الأخوة السوريين فى القرن الماضى عندما كانت فرنسا تدك حصون دمشق وتدخل إلى سوريا وتحتلها ويدنس الجنود الفرنسيون قبر البطل صلاح الدين الأيوبى، واعتقد الآن أننا فى عالمنا العربى والإسلامى مشغولون بأسئلة أكثر تفاهة من أسئله الأخوة السوريين. تحت عنوان «سقوط الأندلس دروس وعبر» رصد الدكتور ناصر بن محمد الأحمد أبرز خطايا العرب فى الأندلس التى سهلت من انهيار دولتهم فى الأندلس «إسبانيا الآن الدكتور ناصر ابتعد فى تحليله لأسباب سقوط دولة العرب والإسلام فى الأندلس عن السبب العسكرى الذى يأتى فى المرتبة الأخيرة لأسباب السقوط فهناك من عوامل أخرى تجعلنا نؤكد أن سقوط الأندلس لم تكن بسبب الهزيمة العسكرية التى بدأت بسقوط طليطلة وانتهت بسقوط غرناطة بعد أكثر من 800 عاما كان العرب هم حكام الأندلس منذ أن قام طارق بن زياد بفتحها واختارلها اسم الأندلس.
من أبرز الخطايا التى تسببت فى انهيار دوله الأندلس كما يقول الدكتور ناصر هو تخلى العلماء عن القيام بواجبهم، فإذا تشاغل العلماء، إذا تكاسل العلماء، إذا لهى العلماء حل بالأمة الدمار، وهكذا كانت الأندلس، تشاغل كثير من العلماء بشؤونهم الخاصة عن شؤون أمتهم. يقول المقرى: من جملة تغافل أهل الأندلس أن العدو أطل عليهم، يجوس خلال الديار، ويقطع كل يوم طرفا ويبيد أمة، والباقون منهم صموت عن ذكر إخوانهم، لهاة عن بثهم ما يسمع بمسجد من مساجدهم مذكراً لهم. ويقول آخر: وسبب انصراف عدد من العلماء بدراساتهم إلى العناية المبالغة بالفقه المذهبى وفروعه، عندما دخل الفرنسيون إلى سوريا كان العلماء مشغولين بقضايا تافهة كما هو الآن حيث كان السؤال الأخطر الذى كان علماء المسلمين يبحثون عن إجابه عنه هو «هل يجوز أن يتزوج الشافعى من حنفية؟ أو يأخذ الحنفى شافعية؟ كأنها من أهل الكتاب، والفرنسيون يبسطون نفوذهم على الشام، نفس القضايا التافهة تثار الآن فى مصر.
وبالتأكيد ضاعت الأندلس عندما انشغل كثير من العلماء، كما يقول هذا المؤرخ فى الخلافات والقضايا الفرعية عن مشكلات أمتهم فى ذلك البلد تعانى معاناة مرة من واقع سياسى مؤلم، والعلماء قد انشغلوا فى قضايا فرعية، إذا تساهل العلماء، وتخلوا عن واجبهم حل بالأمة النكبة والدمار، وهكذا تخلى بعض علماء الأندلس عن واجبهم فحل ما حل، والآن بالله عليكم وقبل أن أختم مقالى ألا يذكرك الوضع الذى تسبب فى سقوط الأندلس بما نحن فيه الآن وكيف وصل بنا الحال إلى أن نتفرغ لمعارك تافهة مثل التى يفجرها أمثال شريف الشوباشى وإسلام البحيرى والشيخ ميزو وأحمد صبحى منصور وغيرهم ممن يطرحون قضايا تافهة ويدخلون فى معارك تكون هى مقدمه السقوط كما حدث فى بلاد الأندلس.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة