"الشارقة القرائى" يسلط الضوء على الخيال العلمى وأدب الأطفال

الإثنين، 27 أبريل 2015 10:28 ص
"الشارقة القرائى" يسلط الضوء على الخيال العلمى وأدب الأطفال كتب - أرشيفية
رسالة الشارقة - عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"يلعب أدب الخيال العلمى دورا مهما فى صقل مواهب الأطفال وتنمية تفكيره"، قاعدة أكدتها الكاتبة الدكتورة نعيمة حسن النجار الحائزة على شهادة الدكتوراه فى طرق وإعداد مناهج التعليم، خلال الندوة التى قدمتها تحت عنوان "الخيال العلمى وأدب الأطفال"، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائى للطفل الذى تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، فى مركز إكسبو الشارقة، ويستمر حتى 2 مايو المقبل، حيث تأتى هذه المحاضرة فى إطار أهداف المهرجان الرامى إلى غرس حب القراءة بين الأطفال واليافعين فى الدولة.

فى حديثها قالت د. نعيمة حسن التى تمتلك العديد من دواوين الشعر ومجموعات القصص: "للخيال دور كبير فى قصص الأطفال، وهو أمر لا يحتاج إلى إثبات، ذلك لأن الخيال فى قصص الأطفال فى أحيان كثيرة يتوسع ويكبر حجمه لدرجة أنه يصل فيها إلى ضرورة كبح جماحه وإعادته إلى جادة الصواب".

وأضافت: "يجب على الكاتب أن يتعرف على ألوان الخيال بحيث تتناسب مع الأطفال فى مراحل نموهم المختلفة خاصة فى أنواع القصص التى تدور فى إطار الخيال الإيهامى، وتلك التى تدور فى فلك الخيال الحر الذى عادة ما يوجه للأطفال فى المراحل المتوسطة والكبيرة".

وكون قصص الخيال العلمى أصبحت أدباً مستقلاً بذاته، فقد عملت د. نعيمة خلال الندوة على التفريق بين أدب الخيال العلمى والقصص العلمية، مشيرة إلى أن الأول يدور فى فلك المستقبل، فيما الثانية تتناول الماضى والحاضر من خلال التركيز على العلماء وإنجازاتهم التى توصلوا إليها.

ودعت الأدباء المتخصصون فى كتابة الخيال العلمى إلى ضرورة مراعاة التوازن والحكمة عند كتابتهم للقصص الخيالية وعرضها، وذلك لأن من شأنها المساعدة على تنشئة الطفل نشأة سوية، بحيث لا يصرفهم خيال القصص عن واقع الحياة، إنما يساعدهم على ممارستها بشكل صحيح دون حرمانهم من الخيال والاستمتاع به.

وأكدت أن انجذاب الطفل ناحية قصص الخيال العلمى نابع من قدرتها على إمتاعه بالإضافة إلى قدرتها على إشباع خياله.

وقالت: "من شأن هذه القصص تنمية خيال الطفل وفتح أفاق كبيرة أمامه، فهى تعينه وتثرى تفكيره، وتدربه على الحياة"، مؤكدة فى هذا السياق، أنه عبر القصص الخيالية يمكن تربية الطفل على القيم الحياتية التى يسعى الآباء إلى زرعها فى أبنائهم.

وشددت على ضرورة أن يكون مؤلف القصص الخيالية على دراية جيدة بالمعلومات والحقائق العلمية التى يقدمها فى أعماله، كما يجب أن يكون على دراية جيدة فى استشراف المستقبل، مشيرة إلى إمكانية توظيف القصص الخيالية فى تمرير المعلومات العلمية للطفل، بحيث تتحول إلى طريقة معرفية.

د. نعيمة أشارت فى ورقتها إلى تعريف الخيال بأنه قدرة ذهنية على تكوين صورة مختلفة لم يمر به الفرد من قبل، ولكنها منتزعة من خبرات الفرد، وهى تنصب على موضوع معين، إما أن يكون مرتبطاً بالماضى أو بالحاضر أو حتى المسقبل، وقالت: "رغم أن أدب الخيال العلمى يتحدث عن منجزات لم يتوصل إليها الإنسان بعد، إلا أنه أصبح قادرا على إنارة الأفكار أمام العلماء نحو المستقبل، الأمر الذى حول أدب الخيال العلمى إلى علاج للقطيعة بين الفن والعلم".

خلال الندوة، كان لابد من المرور على تاريخ أدب الخيال العلمى، وهو ما أشارت إليه د. نعيمة حسن بقولها: "يعتبر الخيال العلمى أحد الأنماط الأدبية الحديثة، وقد نشأ فى القرن التاسع عشر ونما وترعرع فى القرن العشرين فى البلدان الصناعية المتقدمة مثل أمريكا وأوروبا والاتحاد السوفيتى سابقاً، وخلال القرن العشرين بلغ هذا الأدب أشده وأصبح له كتابه ونقاده وجمهوره".

وأشارت إلى أن أدب الخيال العلمى تعرض خلال مسيرته إلى النقد والتجريح، ما دعا الكثير من أولياء الأمور والمربين إلى تحريمه على أبنائهم.

وقالت: "بقدر ما كان لهذا الأدب من أعداء، إلا أن قراءه تحمسوا لإبراز فوائده ومواطن قوته، واستطاعوا أن يجعلوه فى منزله لائقة، لأنه أصبح منهج تفكير يسعى لحل مشاكل الإنسان بطريقة علمية، ويعمل على تنظيم حياته فى المستقبل، ويحذره من الأخطار المحيطة به"، مؤكدة أن النقاد أصبحوا يعتقدون أن أدب الخيال العلمى هو بمثابة "أدب المستقبل".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة