«ما أشبه اليوم بالبارحة» وما أصعب أن تعيش دوما مشاهد مكررة، تختلف أحيانا فى تفاصيلها الصغيرة ولكن الأساس واحد.. أقول ذلك بمناسبة الخناقة وليس اختلاف وجهات النظر بين أعضاء غرفة صناعة السينما حول زيادة عدد نسخ الأفلام الأجنبية فى دور العرض، بناء على الطلب الذى تقدمت به المنتجة الكبيرة إسعاد يونس، إلى وزير الثقافة عبدالواحد النبوى، والذى أحاله بدوره إلى غرفة صناعة السينما لمناقشة الأمر، وبالطبع لأن المنتجة إسعاد يونس تملك عددا كبيرا من شاشات العرض هى والمنتج جابى خورى لذلك شكلا جبهة معا، ووقف ضدهما عدد آخر من أعضاء الغرفة على رأسهم رئيسها فاروق صبرى والمنتج هشام عبدالخالق والمنتج سمير خفاجة وغيرهم فى حين أن المنتج محمد حفظى والمخرج شريف مندور لم يتخذا قرارا بعد ولم يحسما لأى جبهة ينضمان.
وليست هذه هى المرة الأولى التى تحدث فيها هذه الخناقة أو تلك المشكلة، وأذكر أننى منذ أن بدأت مشوارى مع الصحافة منذ 20 عاما، ونحن نتحدث عن نفس المشاكل المتعلقة بصناعة السينما وكثيرة هى المؤتمرات والندوات التى عقدت لمناقشة قضايا السينما، ومنها بالتأكيد قضية زيادة عدد النسخ، ومن لا يدرك ذلك فعليه مراجعة صفحات السينما المتخصصة والمجلات التى كانت تصدر فى التسعينيات ومنها مجلة «الفن السابع» وسيجد أمامه مئات العناوين وعددا كبيرا من التحقيقات عن زيادة نسخ الأفلام الأجنبية على حساب المصرية، بنفس التصريحات والخلافات وكأننا فى بلد يعيد إنتاج كل شىء حتى مشاكله.
إسعاد يونس التى توقفت عن الإنتاج مع ارتباك الظرف السياسى فى مصر بل رفعت يديها تماما عن دورها كمنتجة مكتفية كموزعة ونفس الحال بالنسبة للمنتج جابى، كما أن المنتجة الفنانة- أصرت على وصفها بذلك- تقول وببساطة فى اجتماع الغرفة، هناك بعض الأفلام المصرية لم تشهد رواجا ولم يقبل عليها المشاهد فى حين يقبل الجمهور على fast and furious7.
ويبدو أن إسعاد يونس بات يقتصر دورها كمنتجة على متابعة الأعمال الأجنبية التى يزداد إقبال المشاهد عليها لتزيد من نسخها وزيادة الإقبال عليها بدلا من البحث عن سبل حقيقية لحماية صناعة السينما المصرية والتفكير فى طرق لزيادة معدلات الإنتاج وابتكار آليات ترويج للمنتج المصرى أقصد الأفلام وبالتأكيد تعرف وتدرك المنتجة إسعاد يونس وجابى خورى أن كل الأفلام الأجنبية لا تملك نفس شعبية فيلم فان ديزل والراحل بول ووكر، وأن غرفة صناعة السينما دورها هو حماية السينما المصرية وليس التواطؤ من أجل أصحاب المصالح المتضاربة داخل الغرفة، وأن دور المنتجين والغرفة العمل على نشر الفيلم المصرى فى الأقاليم لأن نجاحه فى تحقيق إيرادات كبيرة يعنى استمرار صناعة الأفلام التى يعمل بها قطاع كبير من الفنيين وليس الفنانين فقط.. لذلك إلى كل مؤيدى قرار زيادة النسخ «أنتجوا .. تصحوا» ووقتها يحق لكم المطالبة بزيادة عدد النسخ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة