قال لى وكله ثقة إن الخامات التى انقلبت فى النيل وقالوا إنها فوسفات ليست كذلك لكنها يورانيوم مشع يلوثنا ويهدد حياتنا، ويعيدنا لذكرى هيروشيما وناجازاكى فى اليابان. سألته: يورانيوم ومشع.. يسمع من بقك ربنا، فأبدى دهشة وتعامل معى على أنى ممن يدافعون عن الحكومة.
فقلت له: إن اليورانيوم المشع يحتاج إلى عمليات متكررة ودقيقة وغالية جدا على مراحل، وحكيت له إن قصة إيران مع أمريكا والخلاف كله، فى امتلاك أدوات الطرد المركزى التى تمكن إيران من امتلاك نظائر اليورانيوم المشع، ويتم فصلها على النظائر الأخرى، وأن هذه العملية ليست متاحة عندنا، فنحن مازلنا على باب الله، وإذا أقمنا المفاعل النووى غالبا سوف نستورد اليورانيوم أو الخامات المطلوبة لتشغيل المفاعل، لكن الرجل رأسه وألف سيف أن ما وقع فى النيل يورانيوم ومشع.
ثم إن الدكتور ممدوح حمزة كتب على تويتر، إن الذى وقع فى النيل ليس فوسفات لكن يورانيوم. صحيح أن الدكتور حمزة خبير هندسى لكنه خريج علمى، ويعرف الموضوع. وعاد ليصحح تأثير تويتاته، وقال إنه كان يخشى من شوائب يمكن أن تكون مشعة.
التوضيحات جاءت بعد أن تم نقل التويتات وبروزتها، وهى تويتات ليست فى السياسة، لكنها فى موضوع دقيق.
تزامن هذا مع حديث عن اختفاء القمر الصناعى «إيجيبت سات 2»، وخرج عصام حجى بتصريحات يصف فيها اختفاء القمر بأنه فضيحة، لكن هيئة الاستشعار عن بعد قالت إن القمر أصابه عطل تقنى وأصلحناه وعاد لمداره. وبدا أن عصام حجى هو الآخر اعتمد على معلومات التواصل الاجتماعى وأطلق تصريحا سياسيا، ولا مانع من أن يتعامل الدكتور عصام أو الدكتور ممدوح مع الأمر بالنقد، لكن ربما عليهما وغيرهما مراعاة المعلومات حتى لا يثيروا خوف الناس من قنابل نووية فى النيل، أو قمر صناعى تايه.
نحن لا نحتاج إلى المبالغة والافتكاسات لنعرف أننا نعانى من مشكلات إدارية وفنية وفساد وتقصير، وقلنا إن «تنابيلة السلطان» يعطلون المسيرة. عندنا اللى مكفينا من مشاكل، يمكننا أن نختلف ونتفق حولها، ولا يحتاج المعارض لاختراع مشكلة أو النفخ ليثبت أن الأمر به خلل. لدينا ما يكفى من مشاكل، علينا أن نتعامل معها، لكن هناك فرق بين التعامل من واقع أننا نريد حلا، ومن موقع أننا نريد مصيبة ونشبع فيها لطما وافتكاسات.