يجب أن نعترف أن الأهلى فى حالة سيئة منذ ثلاث سنوات، وأن جاريدو ليس السبب وحده فى تراجع المستوى، هو يعمل فى مناخ صعب، يبحث فيه الإعلام الرياضى عن جنازات يشبع فيها لطما لكى لا تتأثر الإعلانات فى البرامج والصحف، المدرب الإسبانى لا توجد له شلة، ويسعى لتكوين فريق متناغم شاب، يحاول أن يسيطر على فريقه، فيتهمه النقاد باضطهاد اللاعبين، واتفقوا على رحيله، هكذا ببساطة، وفى توقيت يعرف الجميع أنه غير مناسب، إدارة النادى لأول مرة تتخلى عن مدرب سعت للتعاقد معه خوفا من الغوغاء، تركوا المدرب صاحب المسيرة المحترمة عرضة للتجريح، وهذا جديد على الأهلى، الذى سبق واحتمل مدربين أقل كفاءة من جاريدو، لأن الأصول تحتم أن يأخذ فرصته كاملة، وعيب على إدارة الأهلى أن تشارك فى اغتيال مدربها معنويا، فى سابقة لم تحدث من قبل، وجعلت الفريق وقائده يلعبون تحت ضغط إضافى.
جاريدو انتقد إدارة الأهلى فى مسائل عادية، لم يعترض مثلا على تحويل النادى إلى شركة يتحكم فيها رجال الأعمال والفضائيات، هو تحدث عن سوء أرضية الملاعب ورحلات الطيران الطويلة ومحاولة بعض اللاعبين تسريب أخبار الفريق للضغط على الجهاز للحصول على فرصة اللعب، وأشياء من هذا القبيل، أحمد شوبير قال فى برنامجه «أحلى صباح» إن الخلاف الوحيد بين أعضاء مجلس الإدارة كان بشأن بديل جاريدو، وتوقيت إقالته بعد مباراة المقاولون أو بعد مباراة المغرب التطوانى، لكن جاء اعتذار الإسبانى ليؤجل حسم مصيره الذى مازال على المحك، وأن محمود طاهر من أكبر مؤيدى إقالة جاريدو، هذه الطريقة فى مناقشة الأمور لا تليق بالأهلى ولا رئيسه.
ما يحدث يعنى أن السماسرة بدأوا فى البحث عن بديل وأطلقوا «رجالتهم» للإطاحة بالمدرب الذى لم يأخذ فرصته كاملة، ما يحدث يعنى أن إدارة الأهلى لا تعرف ما هو الأهلى؟ الزمالك هذا العام يستحق الدورى، ولا يعنى خسارة مباراة أو بطولة أن الأهلى انتهى.