فى أكتوبر 2013 كتبت تحت عنوان «إلى الفريق السيسى كمل جميلك»، ولا تترشح للرئاسة، وكان وقتها الرئيس السيسى بدرجة فريق، وفى منصب وزير الدفاع، فى هذا المقال توقعت ما يحدث الآن، وكأننى أقرأ الغيب أو أقرأ الفنجان، فالسيسى هو بالفعل بطل قومى أراد من أراد، ورفض من رفض، ولكن أن يتحول هذا البطل القومى إلى موظف، فمن المؤكد تعرضه للانتقادات من أراذل الناس سواء ممن يدعون الثورية أو من الإخوان، بل والكارثة من بعض مذيعى الفلول، والحقيقة إننى أشم رائحة هجمة على الرئيس السيسى من بعض أراذل الناس، ولهذا فإننى أعيد نشر جزء من المقال الذى أشرت إليه، جميعنا نعرف أن الفريق عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والبطل الشعبى، فى حوارات الناس فى بر مصر يرفض رفضا مطلقا الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، ولديه من الأسباب ما يجعل رفضه جزءا من شخصيته العسكرية، فالرجل ومنذ اليوم الأول لنجاح إقصاء جماعة الإخوان وعزل رئيسها الفاشل محمد مرسى، وهو يرى أن ما فعله بنازع وطنى %100 وليس حبا أو طمعا فى منصب حتى ولو كان رئيسا، وهو ما يجعلنى أقول لكل من يطالبون الفريق عبدالفتاح السيسى بالترشح لمنصب الرئيس: «اصمتوا يرحمكم الله وابتعدوا عن الرجل، لأن السيسى أكبر من منصب جلس عليه محمد مرسى، فالمناصب زائلة وتبقى المواقف»، وهو ما يجعلنى أطالب الفريق السيسى بألا يضعف أو يرضخ لأى ضغوط على الأقل فى أول انتخابات رئاسية قادمة، ويظل بعيدا عن هذا المنصب، ليكون ظهير المصريين فى حالة تغول الرئيس القادم على شعبه، كما حدث مع محمد مرسى، نعم أتمنى أن يظل السيسى بطلا شعبيا عند الشارع المصرى، وألا يكون رئيسا ينهش فى جسده العامة والسوقة وأراذل الناس وفلول الإخوان والتى تنتظر أن يخطئ السيسى ويعلن ترشحه، حيث وضعت أكبر حملة إخوانية لتشويه صورة السيسى، مستخدمين المظاهرات الفئوية والإضرابات العمالية فى كل مكان لكى يتم هز صورة الرجل لو رشح نفسه، ونجح فى الانتخابات الرئاسية وهو منصب مضمون لشخصية مثل السيسى، لأن المسؤول الكبير فى بلدنا هو «الملطشة» لكل ما يجرى فى البلاد، فلو أننا فى بلد مؤسسات لتمنيت أن يقوم السيسى بالترشح، ولكن أن تظل البلاد فى حالة لخبطة وفوضى كبرى ومع جود جماعة الإخوان فى الشارع فإننى أرفض أن يلوث السيسى تاريخه بأن يخرج عليه بعض كارهيه، لهذا كله أرفض أن يترشح السيسى الفترة الأولى، انتهى المقال، والآن ألستم معى أن أراذل الناس بدأوا فى نهش جسد الرئيس، وللأسف صدقت توقعاتى.