مأساة إنسانية يرويها أحمد لـ"اليوم السابع"
قال أحمد السيد أحمد عادل، 28 سنة، حاصل على دبلوم فنى، وابن مدينة أبو كبير بالشرقية، وكان يعمل نجار باب وشباك مع والده فى ورشتهم الخاصة، وتزوج فى أكتوبر عام 2011، "فى الأسبوع الثانى من الزواج، كان نجار مسلح ينصب السقف الخشبى بالمنزل، تمهيدًا لعمل صبة خراسانية وكنت أقف فى الأسفل لمتابعته، فانهار السقف على فجأة، ونقلت على إثرها لمستشفى الزقازيق الجامعى، وفور علم العروسة بعدم قدرتى على الحركة وأنا مازلت بالمستشفى طلبت الطلاق، رغم علمها بخبر حملها، وبعد 9 أشهر وضعت الطفل وسلمته إلينا، وأصبح والدى المريض يعولنى أنا ونجلى محمد 3 سنوات، وأشقائى الأربعة فى مراحل التعليم المختلفة.
الإهمال تسبب فى تأثر الحبل الشوكى وعجزه عن الحركة
ويضيف أحمد "حياتى تحولت لمأساة حقيقة فأنا لا أقوى على الحركة ولا أستطيع التحكم فى البول أو البراز بسبب الحادث، وأعيش حبيسًا فى كرسى متحرك، بعدما كنت أساعد والدى المريض على تربية أشقائى، فأصعب لحظت حياتى وأنا أرى فى عينهم الحسرة ومش قادر أعمل حاجة".
واستكمل أحمد أنه نقل ليلة الحادث لمستشفى الزقازيق الجامعى، وظل دون إجراء أى جراحة رغم مرور 6 أيام على الحادث، الأمر الذى تسبب له فى مضاعفات نتيجة هذا التأخير، حيث كانت هناك 4 فقرات بالعمود الفقرى تأثرت بسبب الحادث، وكان يجب إجراء عملية فورا، إلا أن حجزى 6 أيام دون علاج أثر على الحبل الشوكى، وأصابه بالعجز عن الحركة كليا.
وأكد أحمد أنه خلال 4 سنوات عانى أشد معاناة بسبب تجاهل المسئولين له، فطرق كل الأبواب وتقدم بطلبات علاج على نفقة الدولة، وخاطب وزارة الدفاع بعلاجه بمركز تأهيل العجوزة، ورئاسة الجمهورية، أكثر من مرة دون جدوى، لافتا إلى أن تدبير مصدر رزق له ولوالده الذى يرعاه أصبح مشكلة أيضا، فقد سبق أن تقدم للمحافظ السابق الدكتور سعيد عبدالعزيز بمشكلته والذى وافق له على كرسى متحرك من جمعية الأورمان، وكشك فى المدينة، إلا أن مجلس المدينة عرقل القرار، وصرح له بكشك فى منطقة سوق الجملة التى تقع على أطراف المدينة، وهى منطقة نائية بها مروجو مخدرات ولا يستطيع الانتقال إليها يوميا من منزله بكرسى متحرك، إضافة إلى أنه لم يتسلم الكرسى رغم مروره 5 أشهر، وعن معاش التضامن، أشار إلى أنه لا يتجاوز 332 جينهًا، متسائلا هل هذا المبلغ يكفى شخصا مريضا يعول طفلا.
أم أحمد: مش عايزة من الدنيا غير إنى أشوفه ماشى على رجليه
وقالت محاسن محمود، والدة أحمد: "أنا مليش أمنية فى الدنيا غير إنى أشوف أحمد قادر يتحرك حتى بس أنه يقدر يخدم نفسه، ويدخل الحمام دون مساعدة، عشان أموت وأنا مطمنة عليه، نفسى الرئيس عبد الفتاح السيسى، ووزير الدفاع يعتبره زى ابنه ويوافق على علاجه فى مركز تأهيل مستشفى العجوزة العسكرى".
وأشارت الأم إلى أننا خلال الأربع سنوات الماضية كنا نمتلك ورشة نجارة اضطررنا لبيعها لتدبير مصاريف علاجه وإجراء عدد عمليات فى العمود الفقرى، لافتة إلى أننا الآن عرضنا المنزل الوحيد، الذى يؤوينا للبيع من أجل استكمال علاجه، وسنضطر للإقامة فى شقة قانون جديد رغم أننا لا نملك حتى دفع الإيجار الشهرى.
والد أحمد يناشد وزير الدفاع لعلاجه
وأكد السيد أحمد عادل 65 سنة، والد أحمد، أن نجله لو كان تمكن من دخول مركز تأهيل العجوزة العسكرى، عقب الحادث لكان استطاع الحركة طبقا لتقرير الأطباء، لافتًا إلى أن التأخير فى العلاج يضعف الأمل فى الشفاء قائلا "أحنا أسرة تعشق القوات المسلحة والرئيس السيسى، وكلنا أمل فى أن يرى المسئولون مشكلة ابنى ويتم علاجه، مناشدا الفريق صدقى صبحى، وزير الدفاع، بعلاجه فى مستشفى العجوزة العسكرى، والدكتور عادل عدوى، وزير الصحة، بعلاجه على نفقة الدولة وإجراء له عملية خلايا جذعية فى الخارج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة