ظهور جماعة أنصار بيت المقدس فى سيناء بسيارة دفع رباعى أو بسلاح رشاش أو بـ«آر بى جى» ليس أمرا غريبا، خاصة أن سيناء تحولت إلى منطقة حرب بين التنظيم الإرهابى والقوات المسلحة، ولكن أن يظهر أعضاء بيت المقدس فى سيارة إسعاف تابعة لهم، تجرى إسعافهم فى العمليات المسلحة التى ينفذوها ويستخدمونها فى الفحوصات الطبية المختلفة هو أمر غريب يستحق قليلا من التحليل للوقوف على حجم الدعم اللوجستى الذى تتلقاه جماعة أنصار بيت المقدس.
البيانات الرسمية اليومية تتضمن تفاصيل عشرات الضربات القوية لأنصار بيت المقدس مصحوبة بالصور والفيديوهات لمزيد من الإيضاح وهو الأمر الذى يعكس لك من الوهلة الأولى حقيقة أصيلة مفادها إبادة الجماعة من سيناء، ولكن الحقيقة الموازية أن الجماعة لا تزال «تلعب» فى سيناء ولا تزال تمارس ضربات مضادة فى سيناء، ولا تزال تشن هجوما على مراكزنا الأمنية، وهو الأمر الذى يفسر المشهد بكل وضوح أن دعما ماديا وعسكريا ولوجستيا تتلقاه جماعة أنصار بيت المقدس من الخارج الأيام الماضية، ورغم الخسارة الكبيرة فى صفوف هذا التنظيم الإرهابى فإن هذا الدعم لم يتأثر بأى جهود لسد الثغرات على الحدود سواء بتدمير الأنفاق مع الجانب الفلسطينى أو تشديد الرقابة على الحدود الغربية مع الجانب الليبى.
المؤكد أن أنصار بيت المقدس ومن يقف خلفها يريدون أن يقدموا مصر بصورة مغايرة عن الصورة التى خرجت بها من مؤتمر مارس الاقتصادى والقمة العربية، واللتين أعادتا للقاهرة من جديد قوتها الدبلوماسية وسط العرب والشرق الأوسط، إضافة إلى أن أنصار بيت المقدس قدمت فى تغطيتها الإعلامية صورا جديدة فى محاولة منها لإبراز مدى تحقيقها نصرا مزعوما فى سيناء.
يوميا، يدمر الجيش عشرات من سيارات «الدفع الرباعى» للجماعة الإرهابية، تقدر الواحدة منها بـ300 ألف جنيه، والغريب أن الإرهابيين يظهرون بسيارات جديدة فى صحراء سيناء، بما يعكس الدعم المالى للجماعة من الخارج، لكى يعوضوا ما خسروه فى المواجهة، ولكى يقتحموا المراكز الأمنية، ولكى يجعلوا من سيناء دائما منطقة حرب لا منطقة استقرار.
نحن فى حرب حقيقية بسيناء، وجنودنا فى معركة يومية مع أعداء الإسلام قبل أن يكونوا أعداء الوطن، لهم منا كل الدعم وكل التحية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة