محمد الدسوقى رشدى

خنجر خاشقجى فى قلب القاهرة والرياض

الأربعاء، 08 أبريل 2015 10:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، والإعلام المصرى ليس مؤمنا، بعض من إعلامنا يشبه إلى حد كبير ثلاثى أضواء المسرح «الضيف وسمير وجورج» فى إسكتش «لو كانوا سألونا» يطلع من نقرة لدحديرة، ومن فخ لفخ والدنيا تشيله وتهبده طاخ طـوخ طيخ طاخ.

لم يتعلم أحد من الدرس.. صدرت بعض من وسائل الإعلام المصرية نفسها لخوض معركة تشريح وشرشحة النظام القطرى، دون إدراك المعنى القائل بأن العداوة بين الأنظمة الحاكمة ليست دائمة، وتقلبات الأوضاع فى المنطقة قد تفرض عليك صلحا مع خصم كنت تظنه أبديا، ودفع بعض الإعلاميين المصريين الثمن غاليا من مصداقيتهم وكرامتهم حينما وجدوا أنفسهم مضطرين أن يتقبلوا انتقاد الرئيس السيسى لطريقتهم فى التعامل مع والدة الأمير تميم، ثم وجدوا أنفسهم فى وضع أكثر بؤسا وهم مضطرون ومعهم الصحافة القطرية على تبادل كلمات المديح من بعد فصول الشتيمة عقب استقبال الرئيس السيسى للأمير تميم فى شرم الشيخ.

البعض الآن يعود لينسخ نفس المعركة ولكن مع السعودية، جمال خاشقجى كاتب صحفى سعودى من أصول تركية، يمكنك أن تعتبره العراب الصحفى لأنقرة فى المنطقة، يريد أن يشعل فتنة إعلامية بين القاهرة والرياض، يريد أن يوحى للأخوة فى المملكة أن نقدا ووجهة نظر أبداها إعلامى مصرى مثل الأستاذ إبراهيم عيسى هو فى الأصل جزء من حملة على الملك سالمان.

بدأ خاشقجى معركته مبكرا عقب وفاة الملك عبدالله مباشرة، كتب يحذر مصر من أن موقف السعودية سيتغير، ثم كتب يدعو مصر لأن ترضخ وترضى بوجود وصاية ثلاثية مشتركة بين السعودية وأمريكا وتركيا، ثم خالف ما كان يكتبه فى عهد الملك عبدالله، ودعا الملك سالمان إلى ضرورة التخلى عن القاهرة لصالح أنقرة، ثم تجرأ وانتقد القدرات العسكرية لمصر، ورفض دفاع مصر عن نفسها وأبنائها فى ليبيا.

فعل الخاشقجى كل شىء، انتقد مصر وطعن فى رجالها وجيشها، ولم ينتفض إعلام القاهرة فى الرد عليه، ولم يعتبرها أحد هنا فى مصر جزءا من مؤامرة سعودية، نحن فى مصر أعقل من ذلك ندرك أن العلاقة التاريخية بين القاهرة والرياض أعمق وأكثر قوة من أن يهزها قلم لكاتب غير متزن، أو مدفوع، للتعبير عن مشروع يخدم صالح قوى أجنبية فى المنطقة العربية.

خاشقجى لا يحتاج منى أو منك إلى تحليل لكى تفهم أنه كاتب يحركه حقده وغله، خاشقجى فضح نفسه بنفسه، وخلع عن نفسه رداء الصدق، وترك قلمه عاريا ليفهم الناس أنه مجرد ورقة تحركها رياح المصلحة والسلطة، هو دائما رهن الإشارة ليغير رأيه ألف مرة حتى يرضى عنه أهل الحل والعقد، بدليل أنه مع بداية الأزمة اليمنية كتب يقول: «دعوة البعض للجهاد ضد الحوثيين تحريض مقيت، وجهل بأحوال اليمن، وأهله الصابرون فوق برميل بارود،اليمن بحاجة للتهدئة وتقديم السياسة على الحرب».

ولأن من مثل خاشقى لا رأى لهم ولا فكرة يدافعون عنها، تغير موقفه 180 درجة، حينما بدأت السعودية عاصفة الحزم وكتب يقول: «هذه بلادى التى أعرفها هذا هو الحزم الذى ينقذ المنقطة، اليوم اليمن وغدا سوريا، ومن بعدها سلم ورخاء فى مشرق عربى جديد».

أرأيت؟!.. لا تتركوا مثل هؤلاء الذين يبيعون أنفسهم أسرع من حركة الهواء يزرعون بين جنباتكم الفتنة، لا تتركوهم ينشرون الكراهية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة