لا تضمن الولايات المتحدة أمن إسرائيل فقط بإمدادها بأحدث الأسلحة وأشدها فتكا فى ترسانتها ومساعدتها على الحصول كذلك على ما تختاره من أنواع الأسلحة الأوروبية مثل الغواصات النووية الألمانية «دولفين»، لضمان تفوقها النوعى على كل الجيوش العربية مجتمعة، وإنما تعمل كذلك على إضعاف كل القوى العربية بصورة تجعل أى تهديد للدولة العبرية ضربا من الأوهام.
ولنر خريطة القوى فى المنطقة العربية، الحلقة الأقرب جغرافيا من إسرائيل أو ما سماها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بدول الطوق العربى، مصر وسوريا والأردن ولبنان، فى حال لا تسر حبيبا، أو هكذا كان التخطيط الأمريكى، مصر فى فوضى أعقبها حكم الإخوان الموالين كليا للولايات المتحدة وإسرائيل، وسوريا محطمة تماما ومكشوفة، ولبنان أسير حروبه الطائفية وحزب الله، والمقاومة مستنزفة فى الحرب السورية، والأردن على موقفه الدائم ولا يمثل أى تهديد لإسرائيل.
فى الدائرة الأوسع قليلا، ولننظر إلى ما تعرف بدول الرفض لاتفاقية كامب ديفيد التى أبرمها الرئيس السادات مع إسرائيل وفى مقدمتها العراق وسوريا والجزائر وليبيا واليمن، أين هذه الدول الآن؟ ليبيا القذافى انتهت وستظل فى حربها الأهلية إلى ما شاء الله، وعراق صدام القوى تم تدميره تماما، واليمن دخل فى نفق الحرب الأهلية والانقسام من جديد بعد صعود الحوثيين، والجزائر على الطريق نفسه بعد إشعال فتنة الاشتباكات بين العرب والأمازيغ ببلدة «غرداية» بالمنطقة الغربية.
أما منطقة الخليج فالمخطط المعلن هو إدخالها فى حروب مذهبية بين الشيعة والسنة.. إذن ستغادر الولايات المتحدة المنطقة وهى خراب، تنزلق إلى أتون من الحروب الأهلية والمذهبية الصغيرة لا تشكل أى تهديد على حليفتها إسرائيل وقد يصل الأمر إلى تهديد تدفق النفط للاقتصاديات المنافسة للولايات المتحدة وفى مقدمتها الاقتصاد الصينى.
موضوعات متعلقة:
ماذا يحدث للمنطقة العربية؟ «1»
ماذا يحدث للمنطقة العربية؟ «2»
عدد الردود 0
بواسطة:
اونكل زيزو
المقال رائع