مصر ولادة والبركة فى الصعيد
"مصر ولادة".. دائما ما نسمع هذه المقولة عندما نرى نموذجا حيا لأشخاص خارقين للعادة أو مخترعين أو قاموا بفعل لم يسبقهم له أحد، فمصر مليئة بالمواهب التى لم ولن تنتهى على مر العصور، ومنها ما هو ظاهر ومنها من يعمل دون أن يراه أحد، و"البركة فى الصعيد".
أروى تحمل حمامة قامت بتحنيطها
جنوب الصعيد
فى سوهاج جنوب الصعيد قال "إبراهيم حمد الله حسن" المشرف على الأبحاث كيميائيا بالمركز الاستكشافى للعلوم والتكنولوجيا، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" إن المركز يحتضن العديد من الطلاب الموهوبين والمخترعين فى مجالات مختلفة، ولكن ينقصنا الدعم المالى والاهتمام بهم من قبل الدولة.
روى تحمل جمبرى محنطا
سر التحنيط
فى البداية قدم لنا المشرف على الأبحاث بالمركز، الطالبة "أروى محمد محمود" بالصف الثانى الإعدادى بمدرسة الحديثة بنات الإعدادية بسوهاج، وقال إن لدى الطالبة فكرة عن سر التحنيط عند الفراعنة قدمتها للمركز وهى تستخدم مواد طبيعية لحقن المواد الحية، حيث قامت بحقن ضفدعة بالمادة التى اكتشفتها وقامت بتحنيطها، لافتا إلى أن سؤال "هل سيستمر التحنيط لعشرات أو 100 سنة، كما حدث مع الفراعنة لآلاف السنين؟"، أجاب قائلا إن هذا سيتم تحديده من خلال بروتوكول تعاون مع كلية العلوم بجامعة سوهاج، حيث يتم الحكم على نسبة نجاح البحث وعمره فى أسرع وقت.
الطالبة أروى ووالدتها
تحمل ضفدعتين محنطتين
قالت الطالبة "أروى": إنها فكرت فى سر التحنيط لأنه شغل بال العديد من العلماء من الشرق والغرب، وأنها بدأت العمل فى هذا الأمر منذ 3 سنوات، ووجدت المادة فى الطبيعية، من النباتات، وبعدها قدمت الفكرة للمركز الاستكشافى، الذى ساعدها فى استخلاص المادة، والتى حقنت بها ضفدعة وجمبرى وحمامة، حيث قامت بإخراج أحشاء الحمامة، وتم حقنها بالمادة، ونجحت عملية التحنيط على حد قولها، حيث تعدت عملية التحنيط الـ40 يومًا، وطالبت وزارة البحث العلمى بالاهتمام بالمواهب، وخاصة الصعيد.
أحشاء الحمامة
الطالبة أروى محمد وعلى يمينها إبراهيم حمد الله المشرف على الأبحاث كيميائيا بالمركز
المطبات الصناعية
وعلى جانب آخر عرض لنا أحمد السيد محمود بالطالب بالصف الثالث الإعدادى بمدرسة السلامونى الإعدادية المشتركة، اختراعه، والذى جاء بعد ملاحظته لكثرة المطبات الصناعية والحوادث، حيث اخترع مطبا صناعيا بضغط الهواء لحل مشكلات السرعة الزائدة، بالإضافة إلى أنه يقوم بتوليد طاقة كهربائية عند مرور السيارات عليه.
الطالب أحمد السيد محمود وأمامه اختراعه المطب الصناعى
يحتوى أسفل المطب على، "سُست" ومنفاخ متصل بأسطوانة وعند مرور السيارة عليه تقوم بالضغط على المطب فيعمل على ضغط الهواء فى هذه الأسطوانة يتم تخزين الهواء بداخلها، والذى له عدة فوائد منها أنه يشغل تربينة تولد طاقة كهربائية يمكن استخدامها لإنارة الميادين مثلا، والطرق الصحراوية كذلك، وتزويد إطارات السيارات على الطرق، ومن الممكن تخزين الكهرباء، التى تم توليدها بالنهار لاستخدامها ليلا فى إنارة الميادين والطرق.
الطالب أحمد وبجواره الأستاذ إبراهيم حمد الله
وقال إن الدول المتقدمة بدأت تفكر فى صنع سيارات تعمل بالهواء المضغوط، لأنه لا يلوث البيئة، مضيفا أن أمريكا استحدثت المطبات الصناعية بطريقة الانزلاق، ولكن اختراعه هو أفضل لأنه عن طريق ضغط الهواء.
وأشار المشرف على البحث إلى أن تكاليف مطب صغير منه يصل إلى 10 آلاف جنيه، والذى قد يوفر 3 أضعاف ثمنه فى السنة حسب الدراسة، التى قام بها الطالب بميدان الثقافة بسوهاج، وقال إن عددا من أساتذة الهندسة، أكدوا أن المطب مثالى مائة فى المائة لوجود السُست به.
تحويل زيت الطعام المستعمل لمسحوق غسيل
أحمد محمد الصغير، الطالب بالصف الثانى الثانوى، بمدرسة محمود صقر الثانوية، والذى اكتشف "تحويل زيت الطعام المستعمل لإنتاج مسحوق غسيل على الجودة" وذلك بتكلفة لا تتعدى 3 جنيهات للكيلو.
أحمد محمد الصغير يحمل مسحوق غسيل تم استخراجه من زيت الطعام المستعمل
قال أحمد الصغير، قمت بعمل دراسة ميدانية على زيت الطعام المستعمل، الذى يلقى فى الصرف أو القمامة فى إنتاج مواد عالية الجودة، حيث إن هذا الزيت يضر بالبيئة، حيث يزيد نسبة المادة العضوية فى المياه الملقى بها، ويترتب عليها زيادة فى نسبة الكائنات الدقيقة ويؤدى إلى انسداد مواسير الصرف، حيث تستخدم مياه الصرف فى زراعة الغابات الشجرية، وإذا تم إلقاء هذا الزيت بالأرض الزراعية يؤدى إلى تصحر التربة.
أحمد محمد يشرح خطوات كيفية اكتشاف المسحوق
وأكد أنه طبقا لمنظمة الصحة العالمية 2007 أنه إذا تم استخدام زيت الطعام لأكثر من مرتين يؤدى إلى الإصابة بمرض السرطان، وفى بعض الحالات إلى الوفاة، ومصر تستخدم 3 ملايين طن زيت سنويا، منها نصف مليون طن سنويا من مخلفات القلى ولا يعاد استخدامها.
لوحة خطوات التوصل إلى اكتشاف مسحوق من زيت الطعام المستعمل
ومن هنا لجأت إلى التفكير فى حل ومحاولة الاستفادة من هذه الكمية المهدرة بتدويرها لإنتاج صابون غسيل أبيض ومسحوق غسيل للغسالات العادية والأتوماتيك، لا يتعدى 3 جنيهات، سعر كيلو مسحوق الغسالات الأتوماتيك 2 جنيه 26 قرشا، أما مسحوق الغسالات العادية 2 جنيه 79 قرشا، وهو مطابق للمواصفات القياسية، وتم عرض المنتج على مصنع رغوة وأخذ شهادة بجودته.
الطالب أحمد يحمل استبيانا أجراه على الاختراع
وأضاف أن المسحوق الأتوماتيك يحتاج أنزيم الآى بيز لتفتيت الدهون والقاذورات بالملابس، حيث يتم استيراده من الخارج سعر 5 لترات بـ25 ألف جنيه، ولكنى بدأت أبحث عن شىء لاستخلاص أنزيم الآى بيز فوجدته فى "البطاطس" وأضفته للمسحوق وهو بنفس فاعلية المستورد، كما أنه يستخرج منه الجازولين "وقود الطائرات" وإنتاج الكريمات من الزيوت المستعملة.
يقوم بتجربة الاختراع
وأكد أنه قام بتجربة مشروعه بكلية العلوم وعلى الملابس وثبتت فاعليته، كما عرض عينه منه على مصنع مسحوق داخل مصنع بالمحافظة والنتائج الأولية أثبتت صحة وفاعلية المسحوق.
مادة مقاومة للحريق
أما دينا موسى ضيف الله وصديقتها أمانى محمود سلامة الطالبتان بالصف الأول الثانوى بمدرسة الثانوية بنات، فقد توصلتا إلى اكتشاف مادة مقاومة للحريق وتعمل على تأخيره، وتم تطوير المادة وعمل منها طلاء لحوائط المنازل والملابس مثل ملابس رجال الدفاع المدنى.
الطالبتان دينا وأمانى يتوسطهما الأستاذ إبراهيم
تقول "دينا" اخترعنا مادة طلاء مقاومة للحريق، حيث قامت بطلاء جزء من ورقة مضغوط وأشعلت بها النيران، حيث أتت النيران على الجزء غير المطلى وتوقفت عند الجزء المطلى، الأمر الذى أكد فاعلية التجربة، وأضافت أنها تقوم حاليا بتجارب أخرى لإضافة تحديثات على التجربة لتفعيلها بشكل قوى، مضيفة أن الاختراع يفيد بشكل كبير لملابس رجال الحماية المدنية.
الطالبتان دينا وأمانى
كما أن "أمانى" توصلت إلى عمل نماذج من مخلفات الورق تقوم بضغطها وإضافة المادة عليها بحيث يكون منزل من الورق مقاوم للحريق، بحيث تكون الحوائط فقط من الورق المقوى المضغوط، وبهذا سيتم التوفير فى مواد البناء، مضيفه أن تكلفة الدهان بسيطة جدا لا تتعدى الجنيهين.
وطالبت "دينا وأمانى" الدولة بتبنى اختراعهما فى حالة نجاحها وإعطاء ميزانية للبحث العلمى ومساعدة المركز ماديا، لأن تقدم أى دوله يأتى بالاهتمام بالبحث العلمى.
دينا تبدأ عمل التجربة
وأشار المخترعون إلى أنهم يستكملون تجاربهم تحت إشراف ميرفت سيد أحمد درويش، مديرة المركز الاستكشافى للعلوم، والمشرفة على الأبحاث من الناحية البيولوجية، وإبراهيم حمد الله حسن، المشرف الكيميائى، ومحمد عبدالنعيم مسئول البحث العلمى.
تمسك بفرشاة الطلاء
تقوم بطلاء الورقة
وقالت مرفت سيد أحمد درويش، مديرة المركز الاستكشافى للعلوم، إن العمل بدأ بالمركز لاستكشاف المواهب بصورة حقيقيه خلال الستة أشهر الأخيرة، وبدأنا بالتعريف يعنى أيه فكرة بحث علمى خلال ندوات بالمدارس والمركز، ولدينا مسابقات خاصة بالمركز مثل "بلاست أوف"، والتى تكتشف مواهب الطلاب، ومسابقة مع جمعية مهندسين مصر لإنشاء مدينة المستقبل، والتى تساعد على تخطيط المدينة من جميع المرافق.
مرفت درويش مديرة المركز والمخترعون أمام المركز
أضافت، مرفت درويش، استحدثنا أقساما بالمركز، وقمنا بعمل نادى للعلوم، وغرفة العروض العلمية، التى يقوم بها الطالب بالعمل يدويا والتفكير والابتكار، وعمل تدريبات للمدرسين، كما أن كلية العلوم تتعاون معنا فى تدريب الموجودين بالمركز.
تمنت درويش، أن تتواصل مع مدينة زويل كى تستطيع الإشراف على الطالب المخترع، وتوجيهه للاختراعات، التى يحتاجها الوطن، مؤكدة ليس لنا علاقة بوزارة البحث العلمى، وأتمنى من أكاديمية البحث العلمى أن تقوم بدعمنا، مشددة، لو أردنا أن ننهض بالوطن، فعلى جامعة زويل أن ترعى طلابنا المخترعين، مثلا أن يكون طالب 17 سنة حاصل على الدكتوراه.
وطالبت مرفت درويش، مديرة المركز الاستكشافى للعلوم، محافظ سوهاج الدكتور أيمن عبدالمنعم، بأن يزور المركز ويقدم الدعم اللازم له، بحضور ندوات المركز وتكريم الطلاب والمخترعين وتشجيعهم، منوهة إلى أنها قامت قبل ذلك بدعوة المحافظ، ولكن لم يحضر بسبب أعماله.
أكدت مديرة المركز أن هناك موظفا بكلية هندسة بجامعة سوهاج، اكتشف طوبا معينا لا يخرج منه حرارة، مما يؤكد أننا نحتاج إلى براءة الاختراع لحماية طلابنا المخترعين، مضيفا أن المركز يعمل بالجهود الذاتية، فنحن نحتاج للدعم المادى والمعنوى من المحافظة، وعلى المسئولين السرعة فى عمل الإجراءات، وخاصة المرتبطة بالبحث العلمى، متسائلة أين رجال أعمال سوهاج؟ مضيفة كان هناك 7 أفرع للمركز بعدد من مدن المحافظة وتم غلقها.
واختتمت، من لديه فكرة فى أى مجال من المجالات فليحضر إلى المركز، وسنقف بجواره بقدر المستطاع وفى حدود الإمكانيات المتاحة.
تقوم بحرق الورقة عقب طلائها
حرق الورقة
احتراق جزء الورقة
الورقة فى آخر التجربة
إحدى غرف المركز
جانب من المخترعين ومديرة المركز
- بالفيديو.. أول دراجة ذكية فى العالم تعمل بالطاقة الشمسية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة