دندراوى الهوارى

مصر بين التكفير وتقنين الحشيش.. والدعارة وإهانة الصحابة

الخميس، 09 أبريل 2015 12:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعالوا ننحى مشاعرنا جانبا، ونقر أمرا واقعا، أن ثورة 25 يناير 2011، أشعلت نيران الفوضى من مظاهرات وقتل وتفجير وحرق، وفوضى فى السلوك والأخلاق المشينة، من شتائم وإلصاق الأكاذيب والشائعات فى حق الشرفاء على مواقع التواصل الاجتماعى، وفوضى فكرية وثقافية تتقاطع مع تقاليد المجتمع، وفوضى دينية ما بين التكفير الذى يجيز القتل والحرق، يقابلها أفكار تشكك وتسخف من الرموز الدينية، وتكفيرالآخر سياسيا، ومطالب كارثية من عينة، تقنين الحشيش والدعارة باعتبارهما اقتصادا مهما يمكن لهما سد عجز الموازنة. هذه النيران الجهنمية التى أشعلتها ثورة يناير، لم تشهدها مصر عبر تاريخها الطويل الذى يتجاوز 5 آلاف عاما، وتهدد الأخضر واليابس فى ظل ترهل وضعف المؤسسات المعنية للدولة، وعدم القدرة على المواجهة الفكرية، والعلمية.

وما بين تكفير الإخوان، وداعش وأنصار بيت المقدس وتنظيم القاعدة، واتخاذ الدين مطية لتحقيق مصالحهم وأهدافهم الشخصية، وبين تسفيه وتسخيف، والتشكيك فى الصحابة والرموز الدينية انطلاقا من قاعدة ما تتضمنه كتب التراث من غث، ثم خروج رابطة تجار السجائر بالقاهرة والجيزة، بفتوى تقنين الحشيش، باعتباره الحل السحرى لسد عجز الموازنة العامة للدولة وزيادة الدخل القومى خلال السنوات المقبلة وكسر احتكار المغرب وأفغانستان ولبنان، للسوق العالمى لصادرات الحشيش، بجانب فتوى تقنين البغاء كما كان يحدث فى النصف الأول من القرن الماضى، إنما إن دل على شىء فإنما يدل على مخطط التدمير الشامل للبلاد، يفوق قوة تدميره، تأثير القنبلة النووية، لأنه يتجاوز المخاطر الجسدية، إلى المخاطر العقلية.

هناك قاعدة ذهبية، مفادها، إذا أردت القضاء على أمة فعليك بتخريب العقول، وليس بزهق الأرواح، فالعقل أخطر من القنابل والصواريخ وكل الأسلحة الفتاكة، فهو الذى اخترعها، وهو الذى يستطيع النهوض، أو يحدث الانتكاسة، لذلك مصر تعيش حرب العقول، الأخطر من كل الحروب التى خاضتها عبر تاريخها الطوى. ولنأخذ فكرة تقنين الحشيش، على سبيل المثال لا الحصر، تكتشف أن صاحب المبادرة، بجانب أنه رئيس رابطة تجار السجائر، المخربة لصدور الناس، فإنه نَصّب نفسه، خبيرا اقتصاديا «اكتواريا» لا فض فوه، لعلاج مرض عجز الموازنة العامة المزمن، لم يجهد نفسه عناء، الأضرار الخطيرة لفكرة تقنين تجارة وتعاطى الحشيش، إذا علمنا ومن واقع الأرقام والإحصائيات، وهى لغة لا تكذب ولا تتجمل، أن النسبة الكبرى من حوادث الطرق ناجمة عن تعاطى المخدرات، بجانب الأضرار الكارثية الأخرى، بداية من فاتورة علاج المدمنين وتأثير تدهور صحتهم على العمل والناتج القومى.

هذه الفوضى المدمرة، تسيطر على المشهد العام، وتدفع المجتمع إلى خوض حروب مضللة، تستنزف الطاقات، وتشغله عن معاركة الجوهرية، مثل النهوض بالبلاد، وانتشالها من حالة الانهيار، ومتابعة الأخبار الجيدة من عينة قيام مؤسسة «موديز» الدولية خلال الساعات الماضية برفع درجة التصنيف الائتمانى لمصر بدرجة واحدة للاقتراض طويل الأجل بكل من العملتين الأجنبية والمحلية، ليصل كل منهما إلى درجة B3 وذلك مع اعتبار النظرة المستقبلية للاقتصاد المصرى «مستقر»، وانعكاساته الإيجابية على تقييم البنوك المصرية وتحسين العوامل المحيطة بالاقتصاد المصرى. مصر بين نيران حرب فكرية كارثية، تحتاج وقفة حاسة وقوية من المؤسسات المعنية، والعمل الدؤوب، ومواصلة الليل والنهار فى وأد هذه الأفكار العبثية، بسلاح الفكر المستنير، المدعم بالأسانيد العلمية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة