الرئيس الروسى يروى تفاصيل قتال أبيه ضد النازيين فى مقال بمجلة "بيونير"

الجمعة، 01 مايو 2015 11:35 ص
الرئيس الروسى يروى تفاصيل قتال أبيه ضد النازيين فى مقال بمجلة "بيونير" فلاديمير بوتين
كتب مؤمن مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدث الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى مقالة نشرتها مجلة "بيونير" الروسية عن قصة والديه وأخيه أثناء الحرب ضد النازيين، والمصادفات المذهلة التى شكلت حياته وحياة أسرته وكيف تحققت تلك القصص، مؤكدا أن والده خدم فى الجيش فى سيفاستوبول "القرم" فى كتيبة الغواصات وكان بحارا عام 1939، وبعد عودته قام بالعمل فى مصنع وكانوا يسكنون مع والدته فى بيترهوف.

وأوضح بوتين، أنه عند بدء الحرب، كان والده يعمل فى مؤسسة عسكرية تعفى موظفيها من التجنيد، إلا أنه طلب الانضمام إلى الحرب ومن ثم طلب إرساله إلى الجبهة، وأرسل إلى المجموعة التخريبية التابعة للمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية وكانت مجموعة صغيرة.

الاختباء فى مستنقع


وقال الرئيس الروسى أن هذه المجموعة كانت تضم 28 شخصا، كانوا يوزعون فى المناطق الخلفية من أجل القيام بالأعمال التخريبية، مثل تفجير الجسور وخطوط السكك الحديدية لكنهم وقعوا فى كمين على الفور بعد خيانة أحدهم حيث ذهبوا إلى قرية، ثم خرجوا منها وعندما عادوا مرة أخرى كان النازيون بانتظارهم وطاردوه فى الغابة، لكنه بقى على قيد الحياة لأنه اختبأ فى مستنقع وجلس هناك عدة ساعات وكان يتنفس عبر قطعة من القصب وسمع أصوات الجنود الألمان عندما مروا قريبا منه، على بعد خطوات قليلة سمع نباح الكلاب، وبالإضافة إلى ذلك، فقد كانت بداية الخريف أى كان الجو باردا ومازلت أذكر جيدا كيف قال لى إن قائد مجموعتهم كان ألمانيا، لقد كان مواطنا سوفييتيا لكنه ألمانى الأصل.

وأشار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن وزارة الدفاع الروسية قدمت له ملف بتلك المجموعة التى كانت تضم والده ويحتوى الملف على قائمة بأسماء المجموعة وأسماء أسرهم وآبائهم وسير شخصية مختصرة، وكانوا 28 شخصا وعلى رأسهم ألماني، كما قال والدى، وعاد من الجبهة 4 أشخاص من أصل 28 وقتل 24.

إصابة والده


وأكد الرئيس الروسى أن الأربعة أشخاص المتبقين تم إرسالهم إلى إعادة التشكيل فى الجيش، وأصيب والده هناك وكانت الإصابة خطيرة، وعاش طوال حياته مع شظايا فى ساقه ولم يتم إخراجها وكانت ساقه تؤلمه، حيث فضل الأطباء عدم إخراج الشظايا الصغيرة لكى لا تتحطم العظام.

وأشار بوتين إلى أن والده خرج مع زميله إلى الخط الخلفى للألمان، زحفوا وما حدث بعد ذلك كان أمرا مضحكا ومحزنا فى الوقت ذاته فقد وصلا إلى مخبأ الألمان، وقال والده إن رجلا ضخما خرج منه ونظر إليهما ولم يتمكنا من الوقوف لأن البندقية كانت موجهة نحوهما وقال "نظر إلينا الرجل بعناية وأخرج قنبلة يدوية ومن ثم أخرى ورماهما علينا"، وعندما استيقظ كان عليه الانتقال إلى الضفة الثانية من أجل الحصول على المساعدة والرعاية الطبية لكنه كان عاجزا عن المشى.

انقاذ والده من الإصابة


وتمكن والده من الوصول إلى مجموعته على الجانب ذاته من النهر لكن القليل منهم رغبوا فى نقله إلى الضفة الثانية، لأن النهر كان على مرأى الجميع ويتعرض لإطلاق النار من المدفعية وفرصة الوصول إلى الضفة الأخرى كانت ضئيلة، وتبين أن جاره فى بيترهوف كان مع تلك المجموعة وحمله جاره دون أى تفكير وأوصله إلى المستشفى ووصلا إلى هناك على قيد الحياة وانتظر جاره فى المستشفى وتأكد من خضوعه للعملية وقال له: "حسنا، الآن أنت ستعيش وأنا ذاهب إلى الموت".

وعاد جاره أدراجه وسأل بوتين والده لاحقا: "ماذا حصل به، هل قتل؟" وكان يكرر القصة مرات، وكان ذلك يعذبه إذ أنه فُقد واعتبر والده أن جاره قتل وجاء أبيه ذات يوم إلى المنزل فى الستينيات، جلس على الكرسى وبدأ بالبكاء حيث التقى بمنقذه فى المتجر فى لينينجراد صدفة، حيث دخل إلى المتجر من أجل شراء الغذاء ورآه ويا لها من صدفة أن يدخل الاثنان إلى نفس المتجر فى الوقت ذاته، إنها فرصة من أصل مليون فرصة ثم جاءا إلى منزلنا وكانا يلتقيان وكانت أمى تتحدث عن زياراتها إلى المستشفى، وكان والدى يعطيها حصته من الطعام فى المستشفى وتخبئه هى وتخرجه سرا من المستشفى من أجل إطعام طفلها وبدأ يعانى من الإغماء فى المستشفى بسبب الجوع، وأدرك الأطباء والممرضات السبب ومنعوها من الدخول، وأخذوا منها طفلها من أجل إنقاذ الأطفال من الجوع وجمعوهم فى دور الأيتام لإجلائهم دون سؤال الأهل.

ولادة بوتين


وبعد الحصار، انتقل والداى إلى مقاطعة تفير، حيث ولد آباؤهما وعاشا هناك حتى نهاية الحرب وكانت عائلة والدى كبيرة فقد كان لديه 6 إخوة قتل 5 منهم وتوفى أهل والدتى وولدت أنا متأخرا فقد أنجبتنى أمى فى سن 41 عاما.

وقال بوتين ولم يكن هناك أسرة لم تفقد أحدا ولم تعانى من الحزن والمصائب والمآسى، لكنهم لم يكرهوا العدو، وهذا أمر مدهش وصراحة فأنا لا أستطيع حتى الآن فهم ذلك، وكانت أمى شخصا رقيقا وخيرا وكانت تقول: "كيف لنا أن نكره أولئك الجنود؟ فهم أناس بسطاء وكانوا يقتلون فى الحرب"، شىء مذهل، نحن تربينا على الكتب والأفلام السوفييتية، أما هى فلم يكن ذلك موجودا لديها وتذكرت كلماتها جيدا "ما ذنبهم؟ إنهم عمال، مثلنا فقط اقتادوهم إلى الجبهة".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة