ثلاثة معسكرات للسلفيين
وفى دراسة حديثة تحت عنوان "السلفيين عند مفترق الطرق"، أوضح المركز أنه فى أعقاب ثورة يناير انقسم السلفيون إلى ثلاثة معسكرات، الأول السلفيون غير المنظمين الذين دعموا رفاقهم الإسلاميين ضد منافسيهم العلمانيين وتحالفوا مع الإخوان المسلمين، والمعسكر الثانى الرسمى المنظم الذى اتخذ موقفا مخالفا، وأسس لنفسه حزبا سلفيا لينافس الإخوان، أما المعسكر الثالث فيتمثل فى الشباب الإسلامى الساخط، الذين رأوا أنفسهم ثوريين راديكاليين، وابتعدوا عن التنظيمات الرسمية واختاروا إجراءات تتراوح بين الجهاد العنيف إلى الاحتجاج السياسى.
أهم التحديات
وعن التحديات التى تواجه السلفيين، قال التقرير إن أصحاب هذا التيار لم يبذلوا جهودا كبيرة منذ عام 2011 لوضع إطار عمل يقود نهجهم المتغير للمشاركة السياسية، مؤكدًا أن السلفيين لا يزالون غير قادرين على الالتفاف حول أيديولوجية تعددية أو وضع برنامج، وعليهم أن يصبحوا مشاركين فكريا فى وضع مناهج ومواقف من الطائفية والرقابة والأقليات والعلمانية وغيرها من القضايا الخلافية.
مخاوف من فقدان الثقة
وأضاف التقرير أن أى قصور سلفى فى الوفاء بسعى السلفيين للحفاظ على الشريعة ومعالجة المخاوف الاجتماعية والاقتصادية قد يقوض ثقة القاعدة الشعبية ويبدد رأس المال الاجتماعى الذى تراكم على مدار عقود بين القطاعات محدودة الدخل فى مصر. وأكد "كارنيجى" أن مدى نجاح السلفيين فى الحفاظ على موقعهم الأساسى فى المجال الدينى العام فى مصر يعتمد على قدرتهم على المناورة السياسية البراجماتية، وأن يستطيعوا العمل داخل توازن القوى الداخلى والإقليمى مع الانقسامات الإيديولوجية والطائفية، وكانت الدعوة السلفية على وجه التحديد بارعة فى هذا الأمر.
وأكد التقرير أن التحدى الذى يواجه السلفيين على المدى الطويل أيديولوجى، ففى حين سيظل السلفيون حركة إسلامية تعتمد على القدرة على تقديم نموذج سياسى فريد وعملى ومتميز عن الأنظمة الاستبدادية والحداثة السياسية بشكل عام، وأيضا عن النماذج الإسلامية الفاشلة، وكان ذلك صعبا بين عامى 2011 و2013، وقد يكون قريبا من المستحيل فى عام 2015.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة