د. عبد الله المغازى

مشروع مصر المستقبل

الجمعة، 01 مايو 2015 08:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المشروع القومى لزراعة 5 ملايين فدان هو الحلم الكبير، الذى أتمنى حدوثه خلال الأيام القادمة، وخصوصا فى مناسبة الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، فأنا أحلم وأطلب وأتمنى أن يدشن الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكذلك المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء صاحب الجهد الدؤوب المشروع القومى لزراعة 5 ملايين فدان، منها ثلاثة ملايين فدان حول بحيرة ناصر، وذلك بنقل عمل معظم كراكات قناة السويس الجديده بعد انتهاء العمل فيها لتعميق بحيرة السد العالى من ناحية ومن ناحية أخرى الحفاظ على جسم السد العالى من الكميات الهائلة للطمى والاستفادة بنقل الطمى للأراضى الصحراوية حول بحيرة السد العالى، على أن يكون العمل فى بحيرة السد العالى بنفس طريقة العمل تقريبا فى قناة السويس، وبنفس المعدات والسيارات والعمال والمهندسين وحتى طريقة التمويل (شهادات قناة السويس الجديدة)، ولو بمبلغ أقل من الأموال، فنحن نحتاج أرضا صالحة للزراعة، وشبكة رى حديثة جدا لتوفير كميات كبيرة من المياه وخلق مجتمع ريفى نموذجى مخطط له من الآن وحتى 50 عاما قادمة، ولدى ثقة كبيرة أيضا فى وزير الزراعة الحالى لأنه عالم مجتهد ملم بمشاكل الفلاح المصرى وملم بكل صغيرة وكبيرة فى وزارة الزراعة وهذه شهادة يستحقها الرجل بالفعل وأكثر.

وهذا المشروع القومى سوف يسمح بالتأكيد بتسكين أهلنا فى النوبة فى مكانهم الطبيعى الذى تركوه منذ أكثر من 100 عام وهم ضحوا بذلك أكثر من مرة عن طيب خاطر لمصلحة مصر وبالتالى هى فرصة حقيقية إعادتهم حول بحيرة ناصر وبما يتفق والرؤى الاستراتيجية للدولة المصرية وبذلك أيضا نكون قد طبقنا أحكام الدستور المصرى الجديد بخصوص النوبة.

سيادة رئيس الجمهورية، معالى رئيس الوزراء، نعم الأمر يحتاج إلى تفكير ودراسة جيدة لهذه الفكرة ولكن ان يكون ذلك من غير الموظفين التقليدين فى الدوله، فالأمر يحتاج لارباب واصحاب الخيال والفكر والأبداع للتطوير، لأن الأوطان لا يبنيها إلا الشجعان الحالمون أصحاب الرؤية والخيال الواسع.
وكم كنت أتمنى كذلك أن تبدأ مصر من الآن فى زراعة 250 ألف فدان تقريبا فى كل دولة من دول حوض النيل خلال سنتين، وذلك لزراعة الحبوب الاستراتيجية مثل الأرز والقمح والذرة والبقوليات وغيرها بالإضافة إنشاء مصنعين كبيرين فى كل دولة منهم لتعبئة وتغليف الحبوب، وآخر لتصنيع وتغليف اللحوم الأفريقية، على أن تكون نصف العمالة من المصريين والنصف اآخر من مواطنى الدول الأفريقية أصحاب الأرض، وأن نسعى لتمويل هذه المشروعات من البنوك والصناديق الدولية وخصوصا العربية والأفريقية والإسلامية، وذلك لأن ميزانية الدولة لن تتحمل بالتأكيد كل هذه الأعباء المالية الضخمة وغير المتوفرة بالطبع.

أن هذه الفكرة تحتاج لدراسة ودراسة جدوى لهذه المشروعات الهامة ويجب تشجيع الدول الشقيقة والصديقة للمشاركة معنا سواء فى المشروع القومى لزراعة 3 ملايين فدان بنظم رى حديثة للغاية فى مصر أو لزراعة ما يقرب من 2 مليون فدان فى الدول الأفريقية وإنشاء المصانع التى تحدثت عنها سابقا، والجميل أننا بالمشروع الأخير سوف نرجع العلاقات مرة أخرى قوية بتلك الدول الأفريقية الشقيقة، فالواقع دائما ما يتحدث عن نفسه ألا وهو أن المصالح الاقتصادية المشتركة هى اللغة، التى تتحدث بها الدول بينها وبين بعض الآن.

ومن المتوقع أن نوفر أكثر من 10 مليارات متر مكعب من المياه نتيجة قيامنا بزراعة كل أنواع الحبوب التى يمكن أن تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه فى دول حوض النيل، علاوة على الإنتاجية العالية نتيجة الخصوبة الشديدة للأراضى هناك وهطول الأمطار الشديد على دول حوض النيل.

سيادة الرئيس هذا حلم وبداية أى من المشاريع العملاقة يكون حلما ثم بالإيمان والكفاح يتحول هذا الحلم إلى واقع ملموس على أرض الواقع ويكون دافعا للنمو والتنمية وتحقيق أحلام المصريين الحالمين إلى مستقبل أفضل.

إن التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بين مصر ودول حوض النيل هو الحل السحرى لإحداث نقلة نوعية للتطوير والاستثمار وزيادة العلاقات عمقا وترابطا والأمر كذلك يحتاج لنفس الشجاعة والإرادة السياسية والشعبية فى مثلما تم التعامل مع الملف المصرى الأثيوبى والأشقاء فى أثيوبيا، وهو ما كان له مردود طيب من الشعبين المصرى والأثيوبى.. حمى الله مصر وشعبها.. والله الموفق لكل خير لمصر إن شاء الله.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة