هل لاعب الكرة السابق بالأهلى محمد أبوتريكة فوق القانون، حتى لا يجب محاسبته أو مساءلته عن أمواله وأسهمه فى إحدى الشركات السياحية المتهمة بتمويل جماعة الإخوان الإرهابية؟
لا أحد فوق القانون بالطبع، والقائمون على أمر القضاء المصرى نظن أنهم لا ترهبهم حملة على «تويتر» أو هاشتاج على الفيسبوك يؤيد أبوتريكة ويصفه بأرقى الصفات حتى يصل به إلى مصاف الملائكة والقديسين. القضية أن لجنة حصر أموال الإخوان كشفت عن أسهم وأموال للاعب، التى حصل عليها بقدمه لا بعلمه وعقله فى إحدى الشركات السياحية المتهمة بالانتماء للجماعة الإجرامية، وبالتالى من حق الجهات المعنية التحقيق مع كل الأشخاص الطبيعيين فى الشركة ومنهم الأخ أبوتريكة، فلماذا هذه الضجة والقضية ما زالت رهن التحقيق؟ أبوتريكة أمام القانون مثله مثل أى شخص متهم فى قضية ما، وإذا أظهرت التحقيقات عدم وجود علاقة له بتمويل الجماعة الإرهابية، «يا دار ما دخلك شر» و«كفى الله المؤمنين القتال». لكن هذه الضجة الكبرى لمجرد اتهام اللاعب تجعلنا نتشكك فى النوايا وفى أصل القضية وفى اللاعب نفسه، الذى لا ينكر أنه «إخوانى» وكان أحد المؤيدين الكبار للإخوان ولمرسى، وصاحب تصريحات مثيرة للجدل ضد الجيش المصرى، بل صاحب مواقف مستفزة للشعب المصرى مثل موقف زيارته لوالدة أحد الإرهابيين فى مجزرة كرداسة، وهو الإرهابى طه عبده الذى ينتمى لقرية ناهيا مسقط رأس أبوتريكة.
لا أرغب فى ربط لقب القديس باللاعب الذى تحوم حوله علامات استفهام كثيرة، منذ أن كان صديقا للعائلة «المباركية»، وحتى الكشف عن القناع الإخوانى.
ولا أعرف من الذى خلع على أبوتريكة لقب «القديس» فى الإعلام المصرى الذى انتشر كالنار فى الهشيم بدون مناسبة، وبدون أمارات أو علامات على هذه الصفة، والكلام بالطبع هنا يطول حول ما إذا كان اللاعب يستحق هذا اللقب أو لا يستحقه. بالنسبة لى أبوتريكة لا يستحق هذا اللقب على الإطلاق ولدى من الدلائل الكثير، سواء داخل الملعب وفى مباريات معينة يعلمها الجمع الأهلاوى قبل الزملكاوى لم يظهر فيها «قديسا»، أو صاحب أخلاق حميدة بالمرة، أو حتى خارج الملعب، فلم يظهر لنا أنه باللاعب المثقف والقارئ أو صاحب المواقف الوطنية، الذى عليه إجماع من الجماهير مثل الخطيب أو حسن شحاتة أو على أبو جريشة أو على خليل مثلا، وهى أسماء للاعبين من جيل السبعينيات والثمانينيات أكثر موهبة وأحسن خلقا، ولم يطلق عليهم أحد لقب «القديس» أو «الملاك».