ظلل بيت السحيمى أمس الأول إحساس عريق بالألفة، وجوه محبة من أجيال مختلفة جاءت لتحتفل مع جمال الغيطانى أو بجمال الغيطانى بمناسبة بلوغه السبعين، السيد رئيس الوزراء وعدد من حكومته كانوا هناك، قادة سابقون فى الجيش المصرى جاءوا إلى الشاب الذى خدم معهم كمراسل عسكرى فى الأيام الصعبة التى أعقبت هزيمة يونيو، أدباء وإعلاميون وأثريون ونقاد وأصدقاء وسفراء، كلهم ذهبوا للاحتفال بنموذج فريد من البشر، استطاع بالدأب والمثابرة والعمل المتواصل أن ينجز مشروعه الإبداعى رغم القصف، صاحب أوراق شاب عاش من ألف عام فى السبعين وبين محبيه يتأمل عمره الذى بذله فى سبيل الجمال والمعرفة والدفاع عن مصر المبدعة التى لا يعرف السياسيون قدرها، جلست إلى العذب الراقى محمد المخزنجى نتحدث عن عوالم الغيطانى الفريدة، وكيف تنقل هذا الرجل بين الفنون، هو خبير السجاد الذى يعرف فى العمارة والعمران، الأديب الذى عايش المماليك فى طفولته ودخل بيوتهم وأخذ جيمس هنرى بريستد بيده إلى مصر المعنى، المراسل العسكرى المسكون بحس صوفى، صديق نجيب محفوظ الذى تعلم على يديه فضيلة العمل والإصغاء إلى الأحزان المركونة جنب الجدران القديمة، الرحالة الذى عمل سفيرا للأدب المصرى فى الخارج، أحد أعمدة جيل الستينيات الذى أرخ لوجدان مصر وأحلامها وهزائمها وانتصاراتها، كنت أشعر أن إبراهيم أصلان وإبراهيم منصور وخيرى شلبى وعبدالحكيم قاسم ويحيى الطاهر عبدالله ومحمد البساطى ومحمد مستجاب يحتفلون بصديقهم فى مكان ما فى شارع المعز، الصحفى الذى أسس أخبار الأدب الجميلة يبحث عن الموسيقى التى تسحبنا من قلوبنا لكى نقطف السكينة، بعيدًا عن الأدب والثقافة والسياسة تربطنى بصاحب الزينى بركات علاقة «سمع» قديمة، لا يكف عن إدهاشى بالكنوز التى يرسلها لى من كل الثقافات، هو خبير فى مدرسة التلاوة المصرية ويحارب من أجلها، هو خبير فى أى شىء مصرى، سعادتى بالاحتفال كانت كبيرة لأننى أحب الرجل الكبير وأصدقه، كل سنة وأنت طيب يا أستاذ جمال.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة