لم يشعر المواطنون بانقطاع الكهرباء فى التلفزيون لأنهم لا يشاهدونه، وتدور الآن معركة عبثية بين وزارة الكهرباء التى حملت إدارة المبنى الذى ولد عملاقا المسؤولية، وهدد عصام الأمير بالاستقالة إذا ثبت وجود إهمال أو تقصير، انقطاع الكهرباء ولمدة نصف ساعة لم يحدث منذ سنة 1960، لم تنقطع ونحن نحارب ولا ونحن نثور، لم تنقطع الكهرباء أيام الفوضى التى ضربت مصر بعد انسحاب الداخلية، ولكنها انقطعت ونحن فى «الاستقرار»، كل طرف سيحمل الآخر المسؤولية لكى يظل على كرسيه، ولم يتحدث أحد عن تراجع التلفزيون وعدم قدرته على دخول بيوت دافعى الضرائب الذين يسددون الفواتير، يتحدثون عن الهيكلة والتطوير والرسالة أكثر من الحديث عن العمل، يذهب الناس إلى قنواتهم فى مباريات الدورى ومع خطب الرئيس فقط، والنتيجة تركهم فريسة للأخرى التى تشيع الإحباط «للوى» ذراع النظام الذى يثق فى خصومه أكثر من ثقته فى جهازه الرسمى، هذا المبنى يضم خيرة العاملين فى هذا المجال، ويتم تهميشهم بفعل فاعل على أمل عودة النظام القديم، انقطاع النور فى التلفزيون حدث منذ أكثر من ثلاث سنوات، لأن المعلنين الذين قدمت الدولة كل الامتيازات والاستثناءات والإعفاءات، يفضلون العمل مع أشقائهم المستثمرين فى القنوات الأخرى، ولم تفكر الدولة فى استثمار الطاقات العظيمة فى معركتنا ضد الجهل والابتزاز، وزارة الكهرباء قالت إن عدم عمل مولدات الطوارئ الخاصة بمبنى ماسبيرو، وكذلك إهمال إجراء الصيانة كان السبب الرئيسى لتلك الكارثة، بينما أعلن اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن الانقطاع جاء نتيجة تذبذب التيار من شركة الكهرباء مما أدى إلى عطل فنى مفاجئ فى اللوحة الرئيسية، مولدات الطوارئ فى التلفزيون الرسمى لا تعمل، ولا مولدات الخيال، ويوجد تذبذب فى الرؤية العامة للحكومة التى تدعم الإعلام الخاص على حساب الحقيقة، ما حدث مؤشر خطير على التسيب فى عمل من أعمال السيادة، وجرنا إلى قال وقيل سيجعلنا نسطح القضية، يوجد ظلام فى مكان آخر، علينا أن نسلط الضوء عليه قبل فوات الأوان.