التشهير بسيدة المطار

الجمعة، 15 مايو 2015 12:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس هناك خلاف على أن ما قامت به ياسمين النرش، أو سيدة المطار، هو تجاوز غير مقبول، وطريقة تعامل تنم عن خلل فى المجتمع ككل، لأن ما تلفظت به سيدة المطار فى حق ضابط الشرطة، أو ما أومأت بفعله يؤكد النرجسية التى تحكم تعامل بعضنا، ممن لا يقبلون بأن يكونوا تحت مظلة القانون، لأنهم يرفعون من شأن المثل العامى «الجنيه غلب الكارنيه». ياسمين النرش حالياً محالة للمحاكمة الجنائية العاجلة أمام جنايات القاهرة، بأمر إحالة صادر عن النائب العام لاتهامها بالتعدى على ضابط شرطة بميناء القاهرة الجوى، وإهانتها لموظفى شركة مصر للطيران بالقول والتهديد، كما أنه ضبط معها 5 قطع حشيش كانت داخل أحد حقائبها، إذن التهمة واضحة وظاهرة ولا جدال فيما اقترفته من أخطاء وتجاوزات قانونية وجنائية، لكن السؤال الآن، ما هى الطريقة المثلى للتعامل مع تجاوز سيدة المطار أو من يسير على دربها، أنه القانون باعتباره الفيصل والحكم، كما أنه القادر على ردع المخالفين أو من يظنون أنفسهم فوق القانون أو اعلى من الدولة.

وبما أن القانون هو الكفيل برد حقوق الضابط والدولة والمجتمع، والقضية الآن فى يد القضاء، فليس منطقياً أن نرد على ما فعلته سيدة المطار بنفس أسلوبها، فهى قالت للضابط: «أنت مش عارف أنا مين»، فكان الرد بذات الأسلوب لكن بطريقة أخرى، طريقة التشهير من خلال نشر فيديوهات دخولها السجن وصور لها مرتدية الزى الأبيض الخاص قبل عرضها على النيابة أو قاضى التحقيق، فى رسالة واضحة وكاشفة بأن هذا هو الرد على من يتجاوز مثلما تجاوزت سيدة المطار. هذه الطريقة للرد، تؤكد نظرية الخلل الذى ضرب مجتمعنا، لأننا اعتمدنا على نظرية الانتقام بالتشهير، وتجاهلنا الاهتمام بالقانون باعتباره الحاكم فى القضية.. ما حدث ويحدث من تصوير سيدة المطار ونشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعى من وجهة نظرى خطأ وتجاوز لا يقل عن تجاوز النرش فى حق الضابط والمجتمع والدولة، لأنه مهما كان الخطأ فالمواجهة تكون بالقانون الطبيعى وليس بقانون الغابة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة