إسراء عبد الفتاح

صراع مبكر على السلطة

الجمعة، 15 مايو 2015 10:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لست من أنصار أن نظام السيسى هو نظام مبارك، ليس دفاعا عن النظام الحالى، وليس احتقارا أكثر لنظام مبارك، فلست بحاجة لهذا أو لذاك، فآرائى ونقدى للسياسات الحالية منشورا هنا وهناك، ولكن فقط تحليلا للمشهد الحالى من وجهة نظرى المتواضعة، فعقلى لا يريد أن يستوعب أن الصدف وحدها هى التى لعبت دورا فى ظهور المخلوع مهنئًا الشعب المصرى بذكرى تحرير سيناء ثم ظهور ابنه «الوريث» يتجول بأسرته فى منطقة الأهرامات، ثم يخرج علينا الصديق الشخصى للمخلوع رجل الأعمال حسين سالم ليقول لنا إنه يعيش حاليا على معونات الأصدقاء وإنه سيرد نصف ثروته للبلد، وكل هذا يتزامن مع انقلاب الكثير من الإعلاميين على نظام السيسى بشخصه وحكومته، والانقلاب وصل فى بعض الأحيان إلى طلب رحيل النظام، والأغرب أن من ينقلبون على النظام الحالى هم من كانوا مؤيديه بالأمس ويخوّنون بكل شدة وتبجح كل من انتقد النظام حتى لو كان نقدا موضوعيا، فلا تخرج قبل أن تقول «سبحان الله».

واستمر مسلسل الصدف إلى أن قضت فتوى رئاسة الجمهورية بمجلس الدولة، بأحقية محمد حسنى مبارك، رئيس الجمهورية الأسبق، وزوجته سوزان مبارك بالاحتفاظ بكل مزايا الرؤساء السابقين وأسرهم بمثابة هدية للمخلوع، حيث إن الفتوى أصدرت يوم عيد ميلاده الموافق ٤ مايو. وكل هذا يفسر رغبة نظام مبارك عائلته ورجاله، وخاصة مرشح الرئاسة السابق والمنفى حاليا دون إرادته خارج البلاد والذى يدير سيناريو العودة بمساعدة رجاله فى الداخل منهم رجال أعمال وقيادات الحزب الوطنى المنحل الذين استفادوا من نظام مبارك وحصلوا على امتيازات اقتصادية ونفوذ سياسى لم يعد يجدونه الآن مع النظام الحالى الذى يطالبهم بأن يعطوا ويدفعوا أكثر مما يأخذون علشان خاطر مصر وصندوق تحيا مصر وهذا بالطبع لا يرضيهم.. ولذلك تجد هؤلاء عبر فضائياتهم هم من يمهدون الطريق ويروجون لظهور وعودة مبارك وعائلته، وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظاما لم يسقط، والسؤال هنا: هل ينسق القيادى المنفى بالإمارات مع الوريث أم يتصارعان؟ فالأقرب أنه ينسق فيستطيعان معا أن يديرا سيناريو الانقضاض على الحكم، وسيكون لكل منهما قطعة من التورتة. فلا أرى الحكم الأخير الخاص بقصور الرئاسة التى على ما أعتقد أنهم بالفعل قضوا مدة العقوبة سيؤثر بشكل كبير على صراعهم على السلطة ورغبتهم فى إعادة وجودهم بشكل مبالغ فيه.

ولكن هل تستطيع شعبية الرئيس لوحدها أن تقف أمام هذا الطغيان المباركى على الحكم؟ حيث إن الصراع الحقيقى بين دولتى السيسى ومبارك بدأ يطفو على السطح، وهناك فرصة حقيقية «عندما يتجسد هذا الصراع للرأى العام» أن يمد النظام الحالى يديه إلى الفصيل الثورى والسياسى مهما كان ضعفه الحالى فسيكون هو بمثابة الكتلة الحرجة التى يحتاج إلى مساندتها فى هذه اللحظات، فهذه الكتلة لم ولن تكون مع عودة مبارك ورجاله والوريث، وفى نفس الوقت لن تقف خلف دولة السيسى مع سياسات كبت الحريات وانتهاك حقوق الإنسان وانسداد الحياة السياسية، فلابد من إجراءات إصلاحية سياسية وحقوقية سريعة وأن يحدث الاصطفاف الوطنى الحقيقى خلف الإدارة الحالية للوقوف فى وجه طغيان مبارك الذى لا يموت.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة