حكايات "جبل المطاريد".. أجرأ 7 حوارات مع ذئاب الجبل..مازن"مهندس المطاريد": أتواصل مع زوجتى وأبنائى بالمحمول و"فيس بوك".. و"عمرو": المطاريد أعمامى.. و"ناصر": قتلت ابن خالى انتقاماً لشرف أختى

السبت، 16 مايو 2015 09:44 ص
حكايات "جبل المطاريد".. أجرأ 7 حوارات مع ذئاب الجبل..مازن"مهندس المطاريد": أتواصل مع زوجتى وأبنائى بالمحمول و"فيس بوك".. و"عمرو": المطاريد أعمامى.. و"ناصر": قتلت ابن خالى انتقاماً لشرف أختى المهندس مازن
تحقيق ضحا صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مازن.. مهندس المطاريد


يصفونه بأنه «المهندس المثقف» فى جبل المطاريد، كان هو أول شخص نلتقيه فى زيارتنا للجبل، وأول من تحدثنا معه تليفونيا، وحدد لنا موعد الزيارة.. يرتدى «الكاجوال» ويحمل السلاح الآلى فى يد، والهواتف المحمولة فى اليد الأخرى.. يتحدث بأسلوب راقٍ، تختلط فيه اللهجة القاهرية بالصعيدية.
قال مازن البالغ من العمر «40 سنة»: إنه من محافظة قنا، وحاصل على بكالوريوس الهندسة، هارب من مؤبد 25 سنة, بعد إدانته فى قضية مخدرات، ويعمل مع المطاريد منذ 3 سنوات.

اليوم السابع -5 -2015

وتابع: تخرجت فى كلية الهندسة قسم الهندسة المعمارية منذ 17 عاماً تقريبا، وعملت بعد التخرج بنفس مؤهلى الدراسى لعدة أعوام، تزوجت خلالها، وأقمت بيتا وأسرة حتى أشرفت على بناء عمارة سكنية مكونة من 4 طوابق، وتواطأ مسؤول الحى وأصحاب العمارة على الغش فى البناء، وبالفعل انهارت العمارة السكنية وتوفى سكان منها، وجاء تقرير المعاينة الهندسية ظالماً، لأن المقاول المسؤول تلاعب فى الخامات بالمشاركة مع أصحاب العمارة، وبالفعل صدر حكم بسجنى 5 سنوات بتهمة «القتل غير العمد»، وبعد أن قضيت مدة العقوبة، وخرجت إلى الحياة مرة أخرى، ضاقت بى السبل ولم أستطع العودة لعملى مرة ثانية.

وتساءل مازن: كيف أسمح لنفسى أن تخرج زوجتى للعمل كمدرسة لتتقاضى أجرًا لا يكاد يكفى احتياجاتها وتقوم بمفردها بالإنفاق على أنا وطفلين؟ ومن هنا بدأ أحد الأصدقاء المقربين لى بالهمس فى أذنى، وبدأ يزين لى طريق التجارة فى الحبوب المخدرة، وبدأنا بالتامول والترامادول، وبالفعل بدأت أحصل على مبالغ مالية كبيرة، حتى إننى استطعت الحصول على ما يوازى راتبى من عملى كمهندس فى بضع ساعات، وأغرتنى المكاسب على أن أوسع النشاط، وبالفعل تعرفت على أحد المستوردين الذين يعملون فى جلب المخدرات، وأصبحت الأموال تطرق بابى من كل ناحية، واستطعت تأمين مستقبل أولادى وزوجتى، فبعد أن كنا نسكن فى قنا فى منطقة الشؤون، وهى منطقة شعبية، اشتريت لها شقة تمليك فى أحد الأماكن الراقية وكتبتها باسمها، وعملت وديعة مالية بمبلغ مالى كبير لأبنائى، حتى لا يتعرضوا للجوع إذا ما لحق بى أذى.

واستطرد «مازن»: بالفعل حدث ما انتظرته وفى وقت كنت قد قررت أن أتوقف عن العمل نهائيًا بهذه التجارة، وأن أقيم مشروعا يعيننى على الحياة مع زوجتى وأبنائى، ولكن شاء الله ألا تتم الصفقة الأخيرة إلا وأنا بين يدى الشرطة، حيث تم إلقاء القبض على وصدر حكم ضدى بالسجن المؤبد لكن هربت قبل أن أقضى أى فترة فى السجن وظللت لعامين انتقل من مكان لآخر، حتى استقر بى الحال فى محافظة أسيوط، وهنا تعرفت على أحد الأشخاص الذى تربطه علاقة قرابة بأحد الهاربين، وعرض على البقاء معهم فى الجبل، وبالفعل استقررت معهم منذ 3 سنوات، تنقلنا خلالها بين العديد من الجبال.

وعن زوجته قال مازن: إنه يعيش بدون زوجته وطفليه، مضيفاً: غير مصرح لنا بتواجد «حريم» هنا، وأنا أحب زوجتى لصبرها واحتمالها ووقوفها بجوارى طوال فترة سجنى، وصبرها على عدم رؤيتى طوال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن طفليه يعيشان مع والدتهما بقنا ويتواصل معهم على فترات متباعدة عبر الهاتف المحمول وأحيانا عبر «فيس بوك»، لافتاً إلى أن ذلك يتم فى كل مرة برقم هاتف مختلف، واسم مختلف على شبكة الإنترنت.

اليوم السابع -5 -2015

عمرو.. طفل المطاريد


صورة مطاريد الجبل التقليدية بشواربهم الكثيفة وملامحهم التى ترسم السنوات الطويلة أثرها عليها، لن تجدها عندما تنظر إلى «عمرو ياسر» فعمره «10 سنوات» وهو يقيم فى الجبل مع والده المتهم فى قضية قتل، والمحكوم عليه بـ15 سنة أشغال شاقة، ويعيش عمرو وسط المطاريد الذين يناديهم بأعمامه، وهم يعتمدون عليه كثيراً، حيث هو الوحيد القادر من بينهم على الدخول والخروج فى أى وقت، وقضاء احتياجاتهم بشتى أنواعها من الخارج دون وجود مراقبة من الأمن له.

قال عمرو لـ«اليوم السابع»: إنه يعيش مع والده منذ 5 سنوات، وأن السلاح أهم عنده من التعليم «لأن والده وعمه اتعلموا واتحبسوا والتعليم لم يحميهم من الشرطة ولا من السجن»، مضيفاً أنه يتعلم القراءة والكتابة فى وقت الفراغ على يد المهندس مازن، وهو الوقت الذى لا يكون عنده تدريب على ضرب النار والصيد من الطيور.

وأضاف عمرو أنه مسؤول عن عملية شراء المستلزمات من خارج منطقة إقامة المطاريد، إذا ما لزم الأمر، وتابع: إنه مستمر مع المطاريد فى الجبل لأنه نفسه يكون زى الكبير بتاعهم، ويكون له هيبة ووضع والناس كلها تعمل له حساب، وتنفذ كلامه من غير سؤال أو مقاطعة، مضيفاً: «علشان كمان يكون معايا فلوس وسلاح كتير وما أبقاش محروم من حاجة وأنا اتعلمت إزاى أعرف أضرب نار من وأنا عندى 7 سنين».

أحمد.. من بكالوريوس التجارة لمطاردات الشرطة


يبلغ أحمد من العمر 25 سنة، ويقيم مع المطاريد منذ عامين، وهو هارب من حكم 15 سنة أشغال شاقة.. يقول لـ«اليوم السابع»: كان لدى أمل كبير فى نجاح ابن عمى فى انتخابات مجلس النواب بالمنيا، حتى أستطيع الهروب إلى خارج مصر من ذلك الجحيم الذى لحق بى ظلمًا وأضاع مستقبلى وخسرت فيه نفسى وكليتى وحتى خطيبتى.

واستطرد أحمد قائلاً: «أنا من عائلة كبيرة بأحد مراكز محافظة المنيا، ولدى أخ أكبر يعمل طبيبا بشريا، وكان شقيقى مرشحا للانتخابات الدورة السابقة التى كانت فى عهد الإخوان فى 2011 ونظرًا لأن شقيقى على مشارف النجاح بسبب شعبيته الكبيرة وضع له أصدقاء السوء وأعداء نجاحه كمية من المخدرات فى سيارته، وكان ذلك التدبير لصالح مرشح آخر، وفى ذلك اليوم استعرت سيارة شقيقى للخروج بها، وفوجئت بوجود كمين يطلب منى النزول، وقاموا بتفتيش السيارة، وفوجئت مثلهم بالمخدرات موجودة فى حقيبة السيارة، وسألونى هل تخصك هذه المخدرات؟ أكدت لهم أننى لا أعرف أى شىء عنها، وليست لدى علاقة بأى شىء، ووقتها اتضحت للجميع تلك المؤامرة، ولم يستجب أحد لاستغاثتى وطلبى لإثبات البراءة، ولكن كانت هناك تحذيرات من المحامين، وبعض الأقارب من ثبوت التهمة على أخى، لأن السيارة تخصه وباسمه، ونظرًا لخوفى على شقيقى خضعت للأمر الواقع، واستسلمت لحكم القضاء بالسجن المشدد 15 عاماً، وهربت من السجن بعد سنة حتى أتمكن من إثبات براءتى، لكن للأسف لم أستطع الحصول على أى شىء، و«كنت خاطب وكاتب كتابى، لكن أهل خطيبتى طلبوا منى أن أطلقها وبالفعل طلقتها، وتجوزت واحد قريبى بعد طلاقها منى على الرغم من أننا كنا مخطوبين بعد قصة حب».

اليوم السابع -5 -2015

ناصر.. قتل ابن خاله انتقاماً لشرفه


عمره 35 سنة، وهو حاصل على دبلوم تجارة، ومن أبناء محافظة سوهاج وهارب من حكم بالمؤبد.. يقول ناصر: كانت لدى أخت متزوجة من أحد أبناء عمومتى، وكان ابن خالى يرغب فى الزواج منها قبل زواجها من ابن عمى، وبعد زواجها مباشرة سافر ابن خالى خارج مصر، وعاد بعد 3 سنوات، وبدأ بعد عودته يعاكس أختى وبحكم إنه بيدخل البيت وبيخرج لأنه من أقرب المقربين لم يضع أحد منا، نحن أخوتها، أو أبناء عمى فى الحسبان أن تكن زيارته المتكررة بسبب شقيقتى، فالأمر انتهى وتزوجت وأصبحت محرمة عليه، وحينما ضاق الخناق على شقيقتى من معاكسته لها أخبرتنى بما يخفى عن الجميع، وأنها متحملة وصابرة طوال الفترة الماضية بسبب خوفها على زوجها، وحاولت التحدث إليه بعيدًا عن المنزل، وبحكم أننا أصحاب أقنعته بأن أختى بنت عمته، وأنها على ذمة رجل آخر فلا يصح معاكستها، ومحاولاته إقناعها بالطلاق من زوجها، ولكنى فوجئت بأن النصيحة جاءت برد فعل عكسى، فما كان منه إلا أن تحرش بأختى، وبعدها منعته من دخول المنزل نهائيًا، وفى يوم جاءت أختى إلى أنا وزوجها ابن عمى وأخبرتنا بأن ابن خالى دخل عليها حجرة نومها فى بيت العيلة، وحاول اغتصابها، وقالت لنا إنها قاومته وخرجت هاربة وتركته فى المنزل، فذهبت سريعًا إلى المنزل وأخبرنى الجيران بأنه مشى من أحد الطرق، فما كان منى إلا أن خرجت خلفه مسرعًا أنا وأبناء عمومتى فوجدته يقف أمام منزله وكأنه لم يفعل أى شىء، فسحبته للدور الثانى ورميته من البلكونة ونزلت، ووجدته لا يزال على قيد الحياة، فحاولت أهشم رأسه لكن أولاد عمى حاولوا إقناعى بأنه «ما يستهلش»، وفى لحظة أخرجت السلاح وضربته طلقتين مات بسببهما فى الحال، وهربت لفترة بعدها أنا وأولاد عمى، وحينما تم القبض علينا لم نقاوم ولكنى اعترفت على نفسى بأنى أنا من قمت بقتله، وكنت أتوقع أن تعتبرها المحكمة قضية شرف، ولكن حكم عليا بالحبس المؤبد، لأن المحكمة اعتبرته قتل عمد، ورغم أننى حاولت لأقصى درجة الحفاظ على منزل أختى من الخراب، فإن أولاد عمى اعترفا أنهما اشتركا معى فى إلقائه من الدور الثانى فحكم عليهما بالحبس 5 سنوات.

وأضاف ناصر: رغم كل ما حدث من انتقام لشرفنا وشرف أختى، لكن راودتنى كثيرًا لحظات ندم، خاصة وقد توفت زوجتى من حزنها بعد الحكم على بالسجن، وكانت لم تنجب بعد، وتوفت والدتى أيضا من فرط حزنها على ما حدث، فضلا عن أن الثأر الذى سيصبح متوارثا فى العائلة، مضيفا: أعيش فى الجبل منذ 5 سنوات، رأيت معهم ما لا أراه فى الخارج، فالكل يوفى بوعده وكلمته، ولم أجد أبدا مكانا لخيانة الأمانة، وقد اتفقنا أن نعيش على الحلوة والمرة، حيث تمر علينا أيام، لا نجد الطعام بسبب محاصرة الشرطة للقرية، وتمر علينا أيام كلها عز، وأنا هنا أهم عمل أقوم به فرز السلاح وتصليحه، وهذه هى مهمتى الأولى «ومهمتى دى فن مش أى حد يقدر يقوم بيه».

محمد.. القتل بسبب خلافات الجيرة


محمد 42 سنة، هارب من حكم بالإعدام، لديه من الأبناء اثنان من الذكور لم ير زوجته وابنيه طوال الـ5 سنوات الماضية.. يقول لـ «اليوم السابع»: أنا من محافظة قنا من السمطا ومحكوم على بالإعدام وهارب من فترة تقريبا 7 سنين أو أكثر لا أتذكر، لكنى هنا من حوالى 5 سنوات، ولم ألتق بابناى ولا زوجتى طوال الفترة السابقة، وأتواصل معهم بالتليفون أحيانا، وأحيانا المهندس «مازن» بيخلينى أشوفهم صوت وصورة.

وأضاف محمد: كنت أعمل تاجر غلال وكانت الأمور الحمد لله مستورة، وفى يوم وقعت مشادة بينى وبين أحد الجيران بسبب سيارة غلة، كانت محملة للمخزن عندى، وخرج على أمام صبيانى والجيران، وقال لى بلهجة حادة: «العربية دى لو جات هنا وقفلت طريق بيتى هاولعلك فيها هى والغلة وأنت كمان فوق منهم»، وأحسست وقتها بالإهانة فرفعت عليه النبوت الخاص بى وقمت بضربه وتبادلنا الضرب، و«شعرت إنى مش قادر آخد حقى» فأخرجت السلاح الخاص بى وأفرغته كله فى قلبه على مرأى ومسمع الجميع، «رغم إنى ما كنتش ناوى على قتله، وكنت بفكر أقوم بتأديبه فقط أمام الناس والجيران وللأسف الشهود كلهم شهدوا ضدى واتهمونى أهله بأنى كنت دائم التشاجر معه وكنت مخطط لقتله واعتبرته المحكمة قتل عمد».

اليوم السابع -5 -2015

على وياسر.. السجن بسبب الميراث


على وياسر شقيقان كان أحدهما موظفا والآخر فلاحا، وانتهى بهما الأمر إلى الهروب من السجن بعد الحكم عليهما بـ15 عاما أشغال شاقة.

يقول على والبالغ من العمر 40 عاما، من أحد مراكز محافظة أسيوط: إنه حاصل على معهد فنى تجارى، وكان يعمل بأحد المصالح الحكومية، مضيفا: تركنا والدى منذ فترة كبيرة، وكنا أطفالا، ونظرًا لصغر سننا ضم عمى أرضه على أرضنا من الميراث، وعلى الرغم من أن والدى كان رجلا فقيرا، لكنه كان يملك بعض الأفدنة، وكان عمى يمتلك مساحات شاسعة من الأراضى، واستكثر علينا «كام فدان» تركهم والدى لنا، فكنا نعمل فى أرضنا بالأجرة عند عمى، وكان آخر الليل يقول (انتم بتعملوا بلقمتكم)، ونظرا لأنه كان «مفترى» فلم يستطع شخص الوقوف أمامه، وكان عمى متزوجا، ولكنه أنفق أموالا حتى يستطيع الإنجاب، وبدلا من أن يحتوينا ويعتبرنا أبناءه اتفق مع الزمن علينا، وكنت أنا فى السنوات الطويلة التى مرت علينا قد أنهيت دراستى بالمعهد، وبعدها وفقنى الله لإيجاد عمل فى إحدى الوظائف، وظل شقيقى يعمل فى الأرض فى فدان واحد، وهو ما تبقى من ورثنا ووقف عمى أمام الجميع قائلا: «أنا بعت باقى أرضكم عشان أصرف عليكم»، هذا على الرغم من أن شقيقى الأكبر ذاق الأمرين وترك تعليمه فى آخر سنة من الدبلوم وعمل ليلا ونهارا حتى ينفق عليا.

وأمسك ياسر شقيقه الأكبر بأطراف الحديث قائلا: ضاق بنا الحال من ظلم عمى لنا وافترائه علينا، حتى علمنا فى يوم أنه ينوى أن يكتب كل الأراضى والعقارات باسم زوجته، ومن ضمنهم الأرض التى وضع يده عليها وأخذها بالقوة، فما كان منى أنا وشقيقى إلا أن ذهبنا إليه، وطلبنا منه حقنا الشرعى فى ورثنا من أبينا وأيضا من ورثنا فيه، وهذا كان مقابلا صغيرا لسنوات الذل والافتراء التى كنا نعيش فيها معه طوال سنوات عمرنا، فالآن أصبح لدينا أطفال ولدينا زوجات ولكل منهم متطلباته ولا يوجد دخل، ونعيش فى أرضنا بذل.

اليوم السابع -5 -2015

وتابع: احتد بيننا النقاش فقال لى وشقيقى: «اطلعوا بره مالكوش عندى حاجة»، وكان وقتها الجيران كلها تستمع وتشاهد الموقف، وبدأ شقيقى الأصغر يضربه، وحينما رأيت عمى لأول مرة لا يستطع الدفاع عن نفسه، ساعدت أخى فى ضربه بالأيدى فى أماكن متفرقة بالجسد والرأس، ولأن سنه كان قد تعدى الـ65عاما فارق الحياة على أثر تلك الضربات، وهربنا أنا وشقيقى وترك على خلفه زوجة و2 من الأبناء، وتركت زوجتى و4 أبناء منذ 7سنوات تقريبا، ولكن بعد هروبنا قابلت زوجتى وأبنائى فى إحدى المرات، فأصر عمرو على مرافقتى والبقاء معى حتى ينتهى الحكم، ونظرا لظلم عمى لنا طوال سنوات العمر الماضية، كنت أتوقع أن تصدر المحكمة حكما مخففا، ولكن حكم على أنا وشقيقى بـ15 سنة أشغال شاقة بتهمة ضرب أفضى إلى الموت، وظللنا نتنقل من محافظة لأخرى ومن مكان لآخر، عملت بالقاهرة حارس عقار للواء، دون أن يعرف شخصيتى عملا بمقولة «الحرامى الشاطر يستخبى فى القسم»، وكنت ناوى أكمل حياتى هناك، لكن للأسف لم يسعفنى الحظ، وانتقلت بعدها للمنصورة وتعرفت على ناس طيبين عرفونى بالريس أمين، وعلمت أنه هربان من عدة أحكام ثم انتهى بى الحال معه هنا، ومن وقتها الريس أمين يعتبرنى ذراعه اليمين.

وعن الطفل عمرو قال ياسر: «أنا شعرت بأنه محتاجنى أكتر من أى حد فى إخواته عشان كده أخذته لما طلب منى يعيش معايا، وأنا ببذل كل جهدى عشان ما يتحرمش من حاجة زى ما أنا عشت محروم».

اليوم السابع -5 -2015

الريس أمين.. حلم الانتقام من زوجته


الريس أمين كما يناديه المطاريد متهم بجلب سلاح ومخدرات ومحكوم عليه بالإعدام.. عمره 50عاما، وهارب منذ 10سنوات، وهو أقدم المقيمين بالجبل، وعنده 10 أبناء ومتزوج من 3 سيدات.

قال أمين: «أنا من المنصورة بس ليا فترة كبيرة حوالى 10 سنين محكوم على فى عدة قضايا، حتى إنى لا أتذكرها لأن معظمها غيابى، والغريب فى الأمر إن أى قضية مخدرات أو سلاح مش موجود صاحبها بيتحكم عليه فيها غيابى رغم إنى ماليش علاقة بيها».

وأضاف أمين: «كنت نجار وصنايعى محترف وبتخرج من تحت إيدى حجرات نوم وأنتريه وسفرة غالية فى الجمال، حتى جاء أحد الأصدقاء لى وعرض على فى البداية استيراد كونتر برشام مع الخامات التى أستوردها من الخارج، فى البداية رفضت وبعد تفكير سألت نفسى ليه لأ طالما التجارة دى هتفتحلى باب رزق جديد، وبالفعل بدأت بأول كونتر وتانى كونتر عمل بـ 2 كونتر، والـ2 عملوا 4 وتوسعت التجارة لكل أنواع المخدرات، ثم عرض على تجار المخدرات أن نجرب طريق استيراد كمية صغيرة من السلاح، وقلت لنفسى مفيش مشكلة طالما نفس الشحن، ونفس الموردين والمكسب مضاعف، ومرة عدت وبعدها مرة جابت مكسب أضعاف مضاعفة، حتى انتهى الأمر بيد الشرطة، لكن بعد أول حكم قررت أهرب واعمل صفقة كبيرة لتأمين مستقبل أولادى، وبالفعل هربت واشتعلت شغل جديد، وسجلت عدة عقارات وأصول باسم زوجاتى وأبنائى وبالفعل أتممت أكثر من صفقة، ولكن الأخيرة كانت كلها تحت أعين الحكومة»، وبعد الحكم الثانى فوجئت بإحدى زوجاتى أقامت ضدى دعوى طلاق، رغم أنها كانت الزوجة الأخيرة وكنت قد أنجبت منها بنتا وولدا، وكانت أكثر زوجاتى التى سجلت باسمها عدة عقارات، قررت أهرب للمرة الثانية لكى انتقم منها، لكن كانت الشرطة قد سبقتنى إليها، وعند علمى بأن الشرطة عند زوجتى الثالثة فى انتظارى، ساعدنى أقاربى فى الاختباء لفترة، ثم تنقلت فى أكثر من محافظة حتى انتهى بى الحال فى أسيوط، كان الحكم الأول «مؤبد»، والثانى الذى هربت قبل أن يتم النطق بالحكم فيه «إعدام».

اليوم السابع -5 -2015

والشىء الوحيد الذى أتمناه قبل أن يتم تنفيذ حكم الإعدام، أن أنتقم من زوجتى ولو شاء القدر وقابلتها سأقتلها، لأنها لم تقدر ما قمت به من أجلها.

الكبير.. الغامض


طوال الوقت كنا نتوقع أن يكون الريس أمين هو الكبير الذى يعملون له ألف حساب، ويخافون حتى من ذكر اسمه، ولكن المفاجأة كانت أن الكبير شخص آخر غير موجود وسط المطاريد، وليست عليه أى أحكام، وحاولنا مرارًا السؤال عليه، حتى نتمكن من مقابلته، ولكن أحدهم أكد لنا أنه يحضر فقط إليهم ليلا لتنفيذ بعض التعليمات أو تحذيرهم من أجواء أمنية خطيرة قائمة، وأنه شخصية مهمة ومسؤول بالدرجة الأولى عن تأمينهم وقضاء مصالحهم مقابل قضاء مصالح يطلبها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة