أثناء خروج الملك السابق فاروق إلى المنفى.. التفت وقال للواء محمد نجيب: "سيادة اللواء حكم مصر مسألة صعبة".. لست أدرى لماذا تذكرت هذه العبارة أثناء متابعتى للرئيس السيسى فى خطابه الثالث الشهرى؟ الرجل يحمل على كاهله ما تنوء به الجبال، ونتقدم نحو دحر الإرهاب بخطى واثقة، ولكن مرارة ما طفح به الكيل هو شكوى الرئيس من الجهاز الإدارى للدولة والتباطؤ "شبه المتعمد" فى تطوير الخطاب الدينى؟!!
لا يتوقف الأمر على ذلك، بل ماسبيرو تتلكأ ساعة فى إذاعة خطاب مسجل، ومن قبل ينقطع التيار الكهربائى فى المبنى (فى دلالة غير محمودة) وبارونات الإعلام الخاص المليونيرات يعارضون بلا رؤية والسلطة التنفيذية: وزارة الكهرباء الكهرباء مفخخة بوطاويط الإخوان "كما قال الزميل دندراوى الهوارى"، ووزير التموين ينتقد الحكومة، والحملات لاتتوقف من وعلى الداخلية، ووزير العدل المستقيل "زاد الطينة بلة"؟! والسلطة التشريعية "قيد الدرس" و"الفلول" يسيطرون على 80% من المرشحين، ونظام مبارك بشهادة فضائيات رجال أعماله "عاد لينتقم" وزيادة فى الضمان جهاز الأمن الوطنى يدفع بمئات المرشحين المستقلين، واتهامات متبادلة تصل برئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوى إلى اعتبار الانتخابات القادمة "سوق نخاسة"، والمجتمع المدنى فى عالم آخر، والقطاع الخاص يؤمن نفسه عن طريق "انتداب نواب فلول سابقين" لتمثيله فى البرلمان القادم؟!! لخلق ذراع سياسى لحماية مصالحة الاقتصادية.
والإخوان الإرهابيون يسيطرون على أغلب وسائل التواصل الاجتماعى ويملأون الوطن بالشائعات الكاذبة، ومن داخل النظام وخارجه محاولات حميمة لشق تحالف 30 يونيو، والأقباط تركوا هموم الوطن وركزوا مع الطريق الخاص بـ"دير مكاريوس الكبير" بوادى الريان.. والنظام الاجتماعى يحرج النظام السياسى ويجبر الكنيسة والأقباط بقبول الحلول العرفية على حساب هيبة الدولة والقانون تحت رعاية الأجهزة الأمنية والشعبية والتنفيذية!! والسيسى يكاد يعتذر فى خطابه الأخير عن عدم التقدم فى تطوير الخطاب الدينى، وأنا متأكد أن ذلك يتم عن عمد، مثلما تم إحراج الرئيس فى تأجيل موعد الانتخابات من رمضان إلى أجل غير مسمى، ترى ماذا يفعل الرئيس السيسى؟ يقوم بدور الإعلام والخارجية ويعتذر عن أخطاء الجهاز التنفيذى، وأخطاء المؤسسات الدينية.. والقوى الليبرالية ضحت بالحداثة والمقرطة فى سبيل نموها الرسمالى وتمكينها السياسى.. كان الله فى عون الرئيس السيسى.. يتحمل مالا يتحمله رئيس قبله.. مقاومة النظام الإقليمى والدولى المتواطئ ضدنا وضد النظام العربى المتهالك، حماه الله من الأعداء المستترين والمعلنين.. أما أنت ياسيدى الرئيس كما يقول الشاعر اللبنانى عباس بيضون "كأنما أمة فى شخصك اجتمعت.. وأنت وحدك فى صحرائها القمر".
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة