أكرم القصاص

ومنين بييجى الفساد.. من المحليات والاعتياد!

السبت، 16 مايو 2015 06:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان المسؤول الكبير يخفض صوته وهو يحدثنى عن أن «الفساد فى مصر مشكلة كبيرة»، وأنه كمسؤول ومعه كثيرون يعجزون أحيانًا عن مواجهته، ويظنون أن القضاء على الفساد يقترب من المستحيلات، وأبديت دهشتى من أن الرجل وهو مسؤول «بيوطى» صوته، وكأنه خائف من شىء ما، قال لى: لا أنا غضبان ومش عارف نعمل إيه لو ماخلصناش على الفساد والإهمال هو اللى هيخلص علينا.

قلت له: لكن أنا شايف إن فيه بعض القضايا بيتم فيها ضبط مرتشين أو فاسدين، رد بحزن: صحيح، بس فيه نوع من الفساد من الصعب إمساكه، وهو اللى بنشارك فيه كلنا، يعنى إنت تدفع والموظف ياخد، ونعتبر ده قاعدة غير خاضعة للمناقشة، ثم رفع صوته: شوف كلنا مشاركين فى الفساد، حتى لو فاكرين نفسنا بعيد، والموظف اللى مرتبه ألف جنيه بيعتبر فلوس التخليص حق وتعويض، واللى بيدفع عاوز يخلص، ولازم نكسر الدايرة.

تدخل ثالثنا وقال للمسؤول: إنت عاوز تفهمنا إن كلنا سبب الفساد مش الموظفين والمحليات، وإنتوا مش قادرين تواجهوا الفساد.

رد الرجل: ياسيدى أنا ما بتهمش حد، بس عاوز أقول إن كلنا بنساهم وفيه جزء أخلاق، ومحتاجين تربية، بتلاقى الموظف محترم وبيتكلم عن الأخلاق ويمكن بيصلى، لكن بياخد الرشوة عادى، ده خلل محتاج رد.

قلت له إن أى اثنين من المواطنين يلتقيان لامناص من أن يتحدثا عن إمبراطوريات الفساد فى المحليات والإدارات الهندسية، والتخليص بالفلوس، وهو أمر يعرفه الجميع من أكبر مسؤول إلى أصغر موظف، ومع إننا جميعًا نتكلم فيه، إلا أننا نظن أن التخلص من الفساد مستحيل، وبعضه أقرب للقانون، وضربت أمثلة عن توريث الوظائف، ودخول الوساطة فى التعيينات، وتجاوز أصحاب الحق لصالح أصحاب الوساطة، وكون من يحصلون على حقهم من المصالح الحكومية يضطرون لدفع مقابل حقهم.

وضرب ثالثنا أمثلة عن الرشوة، واستمرار مخالفات البناء، وتعقيدات استخراج الأوراق، وحكايات عن ناس بيتاجروا فى الوظايف، وشبكات فساد لناس بلطجية بيشتروا فاسدين فى المحليات أو الأقسام أو غيرها، وممكن يخالفوا عادى ويلاقوا اللى يدافع عنهم، شبكات فساد تمتد من المحليات لبعض مناطق الشرطة، وأحيانا النيابات وغيرها، والتخليص والفهلوة موجودة وتبدو أقوى من أى نظام أو دولة.

قلت له: هذا هو أصل الداء، وإن لم يتم إنهاء الفساد من تحت لفوق لن تنفع أى جهود للتنمية، ودولة الفساد بتقاوم أى جهود، وممكن يكون بداية الحل فى الاعتراف بحجم المشكلة، وخسائرها، وفوائد حلها، مع عدم العناد فى الإنكار ووضع الرؤوس فى الرمال.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة