امانى ماجد

أناشد الرئيس.. عدم الاستجابة!

الأحد، 17 مايو 2015 08:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المتابع للشأن المصرى الحالى على كافة المستويات يشعر أن دور معظم قطاعات الدولة المصرية اختفى فى ظروف غامضة، وبات حل الأزمات والمشكلات على اختلاف أنواعها وأشكالها مسئولية الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى يسعى ليطفئ حريقا يشب هنا أوهناك، بمبادرة منه أو مناشدة منا..

الكل يناشد الرئيس.. والرجل يستجيب ويقتطع من وقته الكثير لحل الأزمات..
فالسيسى حل أزمة الفرقاء فى حزب الوفد واستقبلهم بالقصر الرئاسى، وعلى الفور أعلنوا أنهم أصبحوا "سمن على عسل"، وأعاد (بكلمات وطنية) الطيارين المستقيلين إلى شركة مصر للطيران، وقبل هذه الوقائع بعام أنهى خلال ترشحه للرئاسة الخصومة المستعرة بين رئيس نادى الزمالك والكابتن أحمد شوبير.. كما أعاد الرئيس موظفة تم فصلها تعسفيا من مصلحة الضرائب بعد أن ناشدته فى أحد البرامج التدخل لحل أزمتها .

ولأن المسئولين مش مسئولين تتوالى المناشدات.
فحزب الأحرار يناشد الرئيس حل خلافاته الداخلية، كما فعل مع حزب الوفد.
والقائمون على التغذية المدرسية التابع لوزارة الزراعة يناشدون الرئيس استثناء المشروع من قانون الضريبة، فى إشارة لتراكم ضرائب متأخرة ١٠ سنوات للوجبات المدرسية المقدمة لوزارة التربية والتعليم ..
وأصحاب المخابز، بدمياط يناشدون الرئيس التدخل لصرف البدل المخصص للمخابز والمتأخر ١٣ يوما.
ونحو ٣٥٠ صحفيا وإداريا بجريدة الأحرار يناشدون الرئيس حل أزمتهم.
ومرشح محتمل للبرلمان القادم يناشد الرئيس عبد الفتاح السيسى التدخل السريع لحل أزمات الفلاح.
والغريب أن الإعلامى تامر أمين يقول أيضا "طلبة ٣ ثانوى بيكتبوا اسمهم غلط يا ريس"، يعنى حل مشكلة التعليم يا ريس!!
وعدد من الساسة يطالبون الرئيس التدخل لتعديل لإجراء انتخابات المحليات قبل الانتخابات البرلمانية!!!
و... و... و...
الأمثلة كثيرة ومتعددة ..
حقيقة، إن تدخل القيادة السياسية لحل تلك الأزمات له وجهان.. أحدهما إيجابى يتمثل فى التلاحم مع مشكلات المواطنين والوجه الآخر سلبى، فيؤكد فشل المسئولين وعدم قدرتهم على تحمل المسئولية، بل إن مهتهم الآن أصبحت استفزاز الشعب بتصريحات بلهاء .

فلا تجد أى قيادة حزبية تتحرك لرأب الصدع فى حزب سياسى شقيق، ولا أى قيادة تتحرك أصلا لحل أى أزمة.. وعندما تبحث فى الكرة الأرضيّة عن دولة تحل مشكلاتها بالمناشدات، فلن تجد سوى مصر، التى يقف مسئولوها مكتوفى الأيدى وينتظرون تدخل القيادة السياسية.

إن قائمة مهام رئيس الجمهورية طويلة، فالملفات التى يحملها فوق كاهله ثقيلة، سواء داخليا أو خارجيا، ومن غير المعقول أن يتخلى المسئول عن مسئوليته ويرتاح ويتركها للرئيس، ففى بلدنا أصبح المسئولون "مش مسئولين" ..

يجب محاسبة من يتخلى عن أداء واجباته، بل إقالته، فالاستجابة للمناشدات والمطالبات وحلها من رئيس الدولة فقط لن ترسخ لدولة مؤسسات ... إننى أناشد الرئيس عدم الاستجابة لأى مطالبة أو مناشدة... وليتحمل كل منا مسئوليته أمام ضميره وبلده.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة