من فوق منبر منتدى الإعلام العرببى الأخير فى دبى، طرح السياسى الفلسطينى الدكتور مصطفى البرغوثى، رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، سؤالا أصاب الحضور داخل القاعة الرئيسية للمنتدى بحالة من الصمت والسكون المهول. غالبية الحضور كانت من الإعلاميين من مختلف الدول العربية، والسؤال كأنه اتهام مباشر انطلق كالسهم من بين شفاة الدكتور البرغوثى إلى عقل وقلب الإعلاميين العرب: «هل فقد الإعلام العربى شهيته واهتمامه بالقضية الرئيسية للعرب وهى القضية الفلسطينية؟».
ليست هناك إجابة واضحة من قيادات الإعلام فى الوطن العربى، فالانشغال حقيقى والاهتمام تضاءل بدرجة واضحة، ولم يعد أحد يتابع ما يرتكبه العدو الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة، وخطة الاستيطان التى تمضى على قدم وساق فى غفلة من الإعلام العربى بعد أحداث ما يسمى «بالربيع العربى» فى عدد من الدول العربية أو دخول دول رئيسية فى دوامة الانقسام والإرهاب.
كثير من الإعلاميين حاولوا التبرير والتفسير، رغم أن بعضهم لديه برامج فضائية و«توك شو» لم يعد يشغلها حتى الأحداث الداخلية فى بلادها، وإنما البحث عن قضايا وهمية لشغل الرأى العام بقضايا الجنس والشذوذ والعفاريت وزنا المحارم وخلافات المذاهب وقضايا التراث.
السؤال شديد الإحراج للإعلام العربى يأتى فى ذكرى نكبة 48 والكيان الصهيونى يحتفل هذه الأيام بالذكرى 67 على الاستيلاء على الأراضى العربية فى فلسطين، وأظن أن الذكرى فاتت على وسائل الإعلام العربية.
هناك أزمة حقيقية يعيشها الإعلام العربى، فهناك غياب للرؤية والأولويات الداخلية والخارجية، فالقضية الفلسطينية والانتهاكات والجرائم الإسرائيلية خرجت ولم تعد حتى الآن إلى صفحات الصحف العربية والفضائيات دون استثناء، وتعيش حاليا أسوأ مراحلها إعلاميا.
ورغم كل ذلك، فالدكتور مصطفى البرغوثى يبدو متفائلا، ويؤكد أن القضية الفسطينية لن تضيع، حتى وإن خفتت لبعض الوقت لأى سبب، ولكنها ستعود دوماً، وسوف تبقى فى قلب ووجدان كل عربى، ولن نقبل جميعاً إلا بحل عادل وشامل، ومثلما قال الزعيم الأفريقى الراحل نيلسون مانديلا: «إن القضية الفلسطينية هى القضية الإنسانية الأولى فى العصر الحديث».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة