وائل السمرى

الفن التشكيلى «الأرمنى»

الإثنين، 18 مايو 2015 06:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفل العالم مؤخرا بذكرى المذبحة الأرمينية التى قتل فيها الأتراك ما يقرب من مليون ونصف المليون مواطن أرمنى، وقد احتفلت مصر هذا العام بهذه الذكرى الوحشية كما لم تحتفل بها من قبل، فقد نمت العلاقات المصرية الأرمينية بشكل كبير خلال الفترة الماضية، كما أسهمت حالة العداء مع تركيا فى دفع البعض للاقتراب من «الروح الأرمينية» على طريقة «عدو عدوى صديقى» لكن المحزن فى الأمر أن الفن التشكيلى الأرمنى فى مصر نسى تماما فى هذه المناسبة الإنسانية المهمة، ولا أبالغ لو قلت إن «المكايدة السياسية» لتركيا أنستنا أن نشير إلى ما هو موجود بالفعل فى التراث الفنى المصرى الأرمنى، وهو فى رأيى أبلغ من أى شىء آخر.

عاش الأرمن فى وسطنا منذ عشرات السنين، ولم يجدوا ملجأ أفضل من مصر ليهربوا إليها بعد ما قاسوا منه فى المذبحة، ولأن مصر وقتها كانت «أرض الفرص المفتوحة» انسجم الأرمن مع الشعب المصرى حتى صرنا لا نفرق بين المصرى والأرمنى فبرزت منهم شخصيات ذات ثقل سياسى وفنى كبير منهم نوبار باشا رئيس وزراء مصر فى آواخر القرن التاسع عشر بالإضافة إلى كل من الفنانة فيروز والفنانة لبلبة والفنانة ميمى جمال والفنانة نيللى، لكن كل هذا فى جانب، والفنانون التشكيليون الأرمن المصريون فى جانب آخر، فقد نشط الفن التشكيلى الأرمنى فى مصر بصورة كبيرة، حتى أن الناقد الفنى الكبير «آميه آزار» قال إنه لا يصح أن نغفل دور الفن التشكيلى الأرمنى إذا ما نظرنا إلى الحركة الفنية المصرية، مؤكدا أن الفنانين الأرمن كانوا أصحاب شخصية فنية مستقلة ومنسجمة فى آن مع الحركة الفنية العالمية والمصرية.

لا يتسع المقام هناك لشرح مميزات هذا الفن المصرى الأرمنى الراقى لكنى أدعوك إلى قراءة هذا الكتاب المهم فى تاريخ الفن المصرى الحديث للناقد «آميه آزار» والمعنوزن بـ «التصوير الحديث فى مصر» والصادر عن المشروع القومى للترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة الذى خصص فيه فصلا كاملا للحديث عن إسهامات فنانى الأرمن ومنهم الفنان «بوزانت» والفنان جرابديان والفنان «أونيج أفيديسيان» والفنان «أشو زوريان» والفنان آرتى طوباليان» والفنان «هاجوب هاجوبيان» والفنان «سيمون سمسونيان» والفنان «انترانكيان» والفنان «مارجو فيسون» بالإضافة طبعا إلى الفنان الشهير «ألكسندر صاروخان».

بعد قراءة هذا الفصل المهم الذى يقع فيما يقرب من 50 صفحة من القطع الكبير والمزود بتصاوير لأهم لوحات هؤلاء الفنانين العظام ستتأكد من أن الفن الأرمنى جزء عزيز من الفن المصرى وأن هؤلاء الفنانين العظام أسهموا بريشتهم فى التعبير عن أوجاع مصر وأفراحها وأنى أنتهز هذه الفرصة لأدعو وزارة الثقافة إلى الاحتفاء بهذا الفن المصرى الأرمنى الخالص، كما أدعوها إلى إصدار كتاب مستقل عن هؤلاء الفنانين إحياء لذكراهم وتمجيدا لدورهم الخلاق.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة