الإرهابيون الذين يقتلون شبابنا فى سيناء ليسوا أشباحا ولا يرتدون طاقية الإخفاء، حتى يرتكبوا جرائمهم ثم يفروا ويختبئوا عن الأنظار وكأنهم فص ملح وداب.. والمناطق التى يختفون فيها ليست مغارة على بابا، ولا دروبا تستعصى على أجهزة الأمن المصرية.. تكرار جرائمهم يؤكد أن هناك عناصر تساعدهم وتتواطأ معهم، وتسهل لهم الاختباء والهروب، وليس معقولا أن الأهالى لا يعرفون شيئا عنهم، ربما يخافون بطشهم وسطوتهم ولا يبادرون بالإبلاغ عن أوكارهم.
وجب الحسم، حتى لو أدى الأمر إلى تفريغ شمال سيناء من سكانها، حتى تستطيع القوات المسلحة تطهير المنطقة، دون مخاطر حدوث خسائر بين المدنيين، وأعتقد أن سكان تلك المناطق يتفهمون جيدا الأسباب والمبررات التى تحتم اتخاذ مثل هذا الإجراء، فلن تهدأ البلاد وتتعافى إلا إذا تم تطهير سيناء، مع الأخذ فى الاعتبار أن الموقف جد خطير، ولا يحتمل التراخى أو التأخير.
مصر تواجه عصابة إجرامية غير مسبوق إرهابها، وأسلحتها هى الغدر والخسة والندالة، واغتيال خيرة شباب الوطن، ثم يدخلون جحورهم كالفئران التى تفتقد شرف المواجهة، ومكمن الخطورة أن الجرائم تستهدف الآن رجال العدالة، متصورين أن فى مقدورهم أن يخيفوا قضاة مصر الشجعان الذين خاضوا معركة باسلة، للحفاظ على مرفق العدالة ضد انتهاكات المعزول الجاسوس وجماعته، ووقفوا فى صدارة الصفوف مع الشعب والجيش، لإزاحة العصابة الإرهابية عن حكم البلاد.
وجب الحسم وقطع ذراع الإرهاب ونزع مخالبهم وأظافرهم، وأن يساق إلى المحاكمة كل متواطئ ومحرض ومساهم فى الجرائم الإرهابية بأى صورة من الصور، ولا تعملوا حسابا لأسطوانات المؤيدين للجماعة الإرهابية والمتعاطفين معها، فهؤلاء يستخدمون شماعة حقوق الإنسان لتمرير اغتيال حقوق الإنسان، ويعبثون باستقرار الدولة لضرب هذا الاستقرار، مقابل أموال سخية يتلقونها من الدول المعادية، ليس معقولا ولا مقبولا أن تتواصل جنازات شهداء الوطن الأبرار، والناس ينتظرون ضربات تقصم ظهر الإرهاب والإرهابيين، وبأقصى سرعة مثلما حدث مع داعش فى ليبيا، ثأر يشفى الغليل ويخفف الأحزان فى قلوبنا وأهالى الضحايا، ويمهد الأجواء ليوم نحتفل فيه بسيناء خالية من الإرهاب.