المرأة الحديدية تحكم فى نقابة المعلمين... «هويدا الطماوى» ارتقت أعلى درجات سلم العمل النقابى بعد امتناع استمر 10 سنوات لتربية الأولاد

الثلاثاء، 19 مايو 2015 11:29 ص
المرأة الحديدية تحكم فى نقابة المعلمين... «هويدا الطماوى» ارتقت أعلى درجات سلم العمل النقابى بعد امتناع استمر 10 سنوات لتربية الأولاد هويدا الطماوى نقيبة المعلمين
تحقيق: صفاء عاشور - آية نبيل - تصوير: إسلام أسامة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى محافظة أسيوط صورتان متناقضتان للمرأة، لا وسط بينهما، إحداهما تعبر عن خضوعها واستسلامها للمجتمع الذكورى، ويظهر ذلك فى اضطرارها إلى ترك الدراسة والزواج فى سن صغيرة، أو الاستسلام لرغبة الأسرة فى أى اختيارات أخرى.

والنموذج الثانى هو المرأة القوية، الطموحة التى تستطيع التوفيق بين عادات المجتمع المحافظ، وبين رغبتها فى النجاح على المستوى العملى والمهنى، ومن النوع الثانى التقينا هويدا الطماوى، أول نقيبة للمعلمين، والنقابات المهنية فى الصعيد بوجه عام.

هويدا الطماوى، تبقى مجلس النقابة منعقدا حتى أوقات متأخرة، من أجل حل أزمات المعملين، بعد توقف النقابة خلال عام من حكم الإخوان، وما تلاها من إعلان فرض الحراسة، بسبب وجود تلاعب فى الموارد المالية للنقابة.

وقد أكدت هويدا الطماوى أهمية عدم تركيز الإعلام على الحوادث السلبية الصادرة من المدرسين، مشددة على أن حالات التحرش، أو الضرب الذى يؤدى إلى إعاقة من قبل أحد المدرسين، تظل حالات فردية، تستوجب العقاب، لكن لا يجب تعميمها، حتى لا تسوء صورة المعلم، خاصة فى المناطق الريفية التى يحتاج المعلم فيها إلى امتلاك صورة ذهنية جيدة، تمكنه من أداء عمله، فى ظل الصعوبات التى يوجهها.
وأضافت أن هناك مدارس يتعرض فيها المدرسون لغضب الأهالى والطلاب دون وجه حق، ولا يجد المدرس من يعينه، ولقد قامت النقابة بالتقدم إلى طلب لوزارة الداخلية، لمد المدارس فى المناطق النائية، بحماية امنية.

وأوضحت أن الزواج المبكر وترك الفتيات لتعليمهن فى سن صغيرة، يظل من أصعب ما يواجه العملية التعليمية التى تتطلب تضافر الجهود المجتمعية، وليس وزارة التعليم وحدها، لحل الأمر والحد من الظاهرة.

وأكدت أن تفعيل مدونة السلوك رقم 234 الخاصة بالانضباط المدرسى، والتى ترسم الحدود بين التلميذ والمعلم، وتحدد واجبات وحقوق كل منهما، وطرق العقاب، فضلا عن زيادة الاهتمام بالمعملين بالمناطق والقرى النائية، التى يحتاج الوصول إليها يوميا إلى مشقة كبيرة، من شأنه أن يساهم فى تطوير العملية التعليمية بالمحافظة.

وحكت «هويدا الطماوى» لـ«اليوم السابع» كيف تم اختيارها كرئيسة للجنة تسيير الأعمال بالنقابة، لحين إجراء انتخابات جديدة، حيث كانت «هويدا» تشغل منصب أمين النقابة، بعد انتخابها من قبل الجمعية العمومية فى عام 2012، وفوزها بعضوية المجلس، لتكون بذلك المرأة الوحيدة، فى مجلس النقابة المكون من 30 عضوا.

وقد بدأت العمل النقابى عام 2011، بالترشح للانتخابات اللجنة النقابية بمركز الفتح، وكانت هى ومرشحة أخرى، العنصرين النسائيين الوحيدين ضمن 68 مرشحا من الذكور، وقد فازت «هويدا الطماوى» بمقعد، وأصبحت واحدة من ضمن 15 رجلا، هم أعضاء اللجنة النقابية بالفتح.

ورغم كون المجتمع فى محافظة أسيوط مجتمعا محافظا مغلقا فى أغلب قيادته من الرجال، إلا أن المجتمع تقبل منافسة «هويدا» للرجال، على المناصب القيادية، بسبب عدة عوامل، لخصتها هويدا فى عائلتها ذات السمعة الجيدة، ونشاطها السابق فى العمل الخدمى والنقابى، وسمعة زوجها أيضا.
وخلال مراحل عمل «هويدا» النقابى، حاول عدد من المنافسين التشكيك فيها، ونشر الشائعات حولها، لكنهم لم يجدوا أى شىء، بسبب نجاحها على المستوى المهنى والأسرى، وعن ذلك تقول هويدا: «أنا ناجحة وزوجى ناجح وأولادى جميعهم متفوقون فى المدارس، كما أن يدى نظيفة، وأعطيت للمناصب التى توليتها أكثر مما أخذت منها».

وعند توليها منصبها الجديد كنقيب للمعلمين بأسيوط، وقبلها كأمينة لصندوق النقابة، فوجئت بتعطيل مصالح معلمى أسيوط كاملة، خلال فترة حكم الإخوان، فقد كان هناك كارنيهات وشيكات زمالة ومعاشات وإعلانات وفاة متأخرة، واحتاج الأمر إلى السهر يوميا لوقت متأخر فى النقابة، لحين الانتهاء من الأوراق التى يجب توقيعها، وهو ما فعلته حتى تم إنجاز الأعمال المتأخرة.

وتحلم «الطماوى» بتفعيل دور مستشفى المعلمين الذى تم بناؤه بالفعل على مساحة 2300 كم، بواقع 6 أداور، لكنه لم يتم افتتاحه بعد، وسيؤدى الانتهاء منه إلى سد حاجة المعلمين فى جانب الرعاية الصحية، كما ترغب فى تطوير نادى المعلمين، وقاعات الأفراح، وزيادة الخدمات التى يحصل عليها المعلم.
«هويدا الطماوى» بدأت حياتها كمدرسة للغة الفرنسية، ثم مدرسة بمدارس الفصل الواحد، لكنها اضطرت إلى ترك حياتها المهنية لمدة 10 سنوات كاملة، للتفرغ لتربية أطفالها، والحفاظ على تقليد عائلتها المحافظة، وقتها كانت لا تخرج من البيت تقريبا، خاصة أن أولادها الثلاثة كانوا فى مراحل عمرية متقاربة، وكانت احتياجاتهم لا تنتهى.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة