هل الذين يعيشون فى أوروبا وأمريكا من المصريين أكثر حكمة من الذين يعيشون معنا؟، وهل يعرفون أشياء لا نعرفها؟، ولماذا يكون حديثهم عن الشأن الداخلى مهما لأشخاص أنت تعرف أنهم لا تخيل عليهم الجمل البراقة التى ترفع شعارات الحرية وحقوق الإنسان وخلفها تجلس حسابات الدول التى يعيشون فيها؟، أسئلة من هذا النوع تشغلنى عندما يتحدث البعيدون عن أدق تفاصيل الداخل، يجب أولا التمييز بين نوعين من مناضلى الخارج، نوع ذهب إلى هناك ليحقق طموحه الشخصى فى الدراسة أو العمل أو الزواج، وآخر سافر لأسباب سياسية، الأول عندما يكون متحققا يفتقد بلده ويتواصل مع ذويه ويشعرك أنه موجود هناك بشكل مؤقت، وإذا كتب غاضبا تتأكد أنه صادق حتى لو كنت مختلفا معه، الثانى الذى يكتب من لندن بمقابل فى دكان يرفع لافتة العداء للدولة المصرية، أو يغرد من ألمانيا وواشنطن وهو فى حماية كفيل، فهو شخص لا يعول عليه، لأنه وضع نفسه أو حتمت عليه الحسبة التى وضع نفسه فيها أن يكون ضمن جوقة التشكيك فى القاهرة، ويحزنك أن يكون بين هؤلاء أشخاص تعرف أنهم فوق الشبهات، مثل صديقنا مسعد أبوفجر الروائى والناشط السيناوى، الذى ظلم وسجن فى عهد مبارك، وكنا إلى جواره فى محنته، لا لأنه سيناوى كان يحاول أن يطرح مشكلات أهله، ولكن لأنه كان يستحق أن نقف معه، ولأننا ضد تهميش السيناوية والصعايدة والنوبيين وأى قطعة من مصر تجاهلتها أو نكلت بها السلطة التى لم تتغير كثيرا، حين خرج من السجن كان ممتنا لأننى- كما قال لى- إننى اخترقت به إعلام المخلوع عندما طالبت بالإفراج عنه فى تليفزيون الدولة وأشدت بما يقوم به، وكنت طرفا أكثرمن مرة فى نقل مقالاته من السجن إلى جريدة الدستور، مسعد الآن فى ألمانيا لا أعرف لماذا؟، يتحدث عن القاهرة كأنها عاصمة لوطن آخر، يعتبر إخلاء الشريط الحدودى مؤامرة إسرائيلية، ويحذر قبيلة الترابين من التعامل مع السلطة المركزية.. لا تعرف لماذا؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة