أحمد أيوب

كلمات ممنوعة على أذن الرئيس

السبت، 02 مايو 2015 08:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فساد.. إهدار مال عام.. إهمال.. متعثر .. متقاعس.. هذا جزء من قاموس كلمات لا يجوز أن يسمعها الرئيس فى أى مكان حكومى أو فيلم تسجيلى يعرض أمامه.

هذا ما قاله أحد الوزراء المكلفين بتنفيذ مشروعات كبرى عندما كان يراجع فيلمًا تسجيليًا كان سيعرض أمام الرئيس فى حفل افتتاح بعض المشروعات، الوزير انفعل على من أعدوا الفيلم التسجيلى ووبخهم لأنه وجد جزءًا من الفيلم يتحدث عن أن المشروعات التى تم الانتهاء منها كانت مهملة ومتعثرة منذ سنوات، بسبب تقاعس الشركات المنفذة وهو ما تسبب فى إهدار المال العام.

الوزير لقن مسئولى وزارته درسًا فى أدب الحوار مع الرئيس وما يجب أن يسمعه وما يجب ألا يصل إلى أذنيه حتى لا يؤذيه، وحسب الدرس الوزارى فلا يجوز أن تسمع أذن الرئيس كلمات الفساد أو الإهمال أو التعثر وكل مشتقاتها.. الرئيس يسمع فقط كلمات الإنجازات التى تحققت أو سوف تتحقق.. الرئيس يسمع فقط ما سوف نفعله.. الوزير لم يكتف بهذا وإنما شدد على أن الرئيس لا علاقة له بالتعثر ولا يجب أن نشغله به أو بالفساد وإنما فقط نسعده بالإنجازات.

هذا كان الدرس الوزارى المهم الذى سمعه مسئولو أحد القطاعات المهمة فى مصر، ولا أعرف إن كان هذا الدرس ناتج عن تعليمات عليا تلقاها الوزراء بما يجب أن يقال أمام الرئيس، أم أنه اجتهاد شخصى ورغبة من معالى الوزير بأن ينصب نفسه رقيبًا على أذن الرئيس وينقى الكلمات ما قد يؤذى مشاعره.

الأمر المؤكد الذى نسيه الوزير أن الرئيس هو من يصر على فتح ملفات الفساد ومحاسبة المقصرين والمتقاعسين، والمؤكد أيضًا أن مثل هذه الكلمات لا تؤذى أبدًا أذن الرئيس وإنما ما يؤذيها فعلاً أن يسمع الرئيس أن هذا الفساد والإهمال والتقاعس ما زال مستمرًا.. ما يؤذى أذن الرئيس أن يسمع عن مسئول كل ما يشغله ليس محاربة الفساد وإنما ألا يصل هذا الفساد إلى الرئيس.

ما يؤذى أذن الرئيس أن يسمع أنه ما زال فى مصر مسئولون يصرون على تنقية التقارير و"سنجفتها" قبل أن تصل إلى يد الرئيس حتى يقرأ فقط كلمات "كله تمام وزى الفل".

أعتقد أننا ما زلنا نحتاج إلى تغيير ثقافة الوزراء والمسئولين فى مصر وأن يفهموا أن الرئيس ليس ممنوعًا من سماع كلمات معينة، ولا محرم عليه أن يقرأ التقارير الميدانية الحقيقة دون مونتاج أو اختصار أو تنقية.

الرئيس يجب أن يقرأ كل شىء عن أحوال الناس والمشروعات التى تخدمهم والحكومة التى تدير شئونهم، الغضب يجب أن يصل إلى الرئيس مثلما تصل اليه كلمات الإشادة والثناء، المطالب والاعتراضات الحقيقية يجب أن تصل إليه وبدون رقابة وزارية كما تصل اليه كلمات التأييد، وإذا لم يحدث هذا فسنكون كما كنا "على قديمة".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة