العالم يتفرج على التجاوزات الأمريكية والعنصرية الأمريكية وانهيار حقوق الإنسان فى أمريكا، ولا أحد يستطيع أن يقول للغولة «إنت عينك حمرا»، وضميرك منعدم، وبابك مخلع، ونظامك فاشل وفاشى، ويحتاج إلى مراجعة شاملة تقوم على العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان.
المظاهرات التى اندلعت فى منطقة فيرجسون بولاية ميزورى وانتقلت إلى أكثر من 170 مدينة أمريكية أخرى تكشف الأسس العنصرية والفاشية التى يقوم عليها النظام الأمنى والقضائى الأمريكى، فقد ثبت بالأدلة ارتكاب الشرطى دارين ويلسون لجريمة قتل الشاب الأسود مايكل براون، لكن «هيئة المحلفين» قررت تبرئة ويلسون «الأبيض» وعدم لاحقته قانونيا، الأمر الذى أثار موجات واسعة من الغضب ليس بين صفوف المواطنين السود الذين مازالوا يعانون من كل أشكال العنصرية، ولكن لدى قطاعات من المواطنين البيض الذين يرون أن نظاما لا يقوم على العدالة والمساواة مصيره الانهيار والتحول إلى شكل من أشكال الديكتاتورية.
ومن هنا خرج الآلاف من الأمريكيين السود والبيض يعلنون رفض تبرئة الشرطى القاتل، ويطالبون بالقصاص وعدم ذبح العدالة على مذبح العنصرية، ووصل الأمر ببعض المتظاهرين أن طالبوا أوباما بالرحيل، لأنه لا يستطيع حماية القيم الأساسية التى من المفترض أنها حاكمة للمجتع الأمريكى ومؤسساته.
الغريب، أننا لم نلمح أى صوت للمنظمات الحقوقية إياها المتخصصة فى التعبير عن وجهات نظر المخابرات الأمريكية تجاه دول الشرق الأوسط، فلا هيومان رايس ووتش انتقدت تبرئة قاتل الشاب الأسود، ولا انتقدت وضع القضاء الأمريكى، ولا طالبت هى وغيرها من المنظمات الحقوقية العالمية الشرطة الأمريكية بمنع التجاوزات وفتح تحقيق نزيه فى جرائمها.
لم نجد أى تعليق على لسان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربى، أو أى مسؤول رفيع فى أية دولة أوروبية، وكأن ما يحدث فى أمريكا طبيعى على مستوى حقوق الإنسان، وحرية الرأى والتعبير وطبيعة ممارسة الشرطة لوظيفتها، وإفراطها فى العنف تجاه المتظاهرين وإطلاق الغاز المسيل والرصاص المطاطى عليهم.
ما يطمئن فى هذا الموضوع أن قيمة العدل والحق واحدة فى كل زمان ومكان، حددها الله سبحانه وتعالى فى جميع الأديان وباتت مستقرة فى الضمير البشرى مهما تلونت السلطة، ولذا فالمتظاهرون الأمريكيون سيغيرون الواقع المؤسف فى بلدهم، وفى المقابل لن يستمر نظام يدعم الإرهاب والعنصرية فى بلده وفى بلاد الآخرين مهما تطاول بقوته، وتصور أن لن يقدر عليه أحد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة