نشرت الصفحات المحسوبة على جماعة الإخوان الإرهابية مجموعة من الرسائل التحريضية التى أرسلتها قيادات الجماعة فى الخارج للحكومات الغربية والإدارة الأمريكية، بعد الأحكام القضائية الأخيرة ضد محمد مرسى وقيادات الإخوان، تطالب فيها بوقف التعاملات مع مصر ومنع المساعدات عنها وعدم استقبال مسؤوليها.وتحمل الرسائل الإخوانية للغرب نبرة تهديد واضحة، أن سكوت الدول الغربية التى ترتبط بعلاقات سياسية واقتصادية مع مصر على أحكام الإعدام بحق مرسى وقيادات الإخوان من شأنه أن يزيد العنف والإرهاب بالمنطقة، ومن الممكن أن يكتوى بناره العالم أجمع، وهو نفس الخطاب الداعشى الذى يهدد العواصم الغربية بالذئاب المنفردة التى توجه ضرباتها فى كبريات المدن هناك لتكسر مفهوم الأمن الغربى.لكن، هل صحيح أن جماعة الإخوان تحرض فقط من جانبها الغرب على مصر، أم أن بعض العواصم الغربية تستخدم الإخوان وأدواتها التحريضية للضغط على مصر؟ فالأحكام القضائية الصادرة ضد قيادات الإخوان ليست الأولى التى تتضمن عقوبة الإعدام بحق عدد من قيادات الجماعة على جرائمهم الإرهابية، وعلى توجيه عناصرهم للقتل وزرع القنابل وترويع الآمنين، وإن كان الحكم بإعدام مرسى أو إحالة أوراقه للمفتى هو الأول له فى سلسلة الجرائم التى يحاكم عليها.والمطالع للصحف الغربية يجد نبرة عدائية واضحة ضد القضاء المصرى، وكأن القضاة مجموعة من السياسيين المأمورين وليسوا جهة مستقلة لا تخضع لأى سلطة، كما يجد افتتاحيات أقل ما يمكن أن توصف به أنها فضيحة مهنية لحضها على الإرهاب بصورة واضحة وآخرها افتتاحية نيويورك تايمز التى سوغت حمل السلاح والإرهاب فى مصر باعتباره الحل الوحيد حال الحكم بإعدام مرسى.بالطبع، افتتاحية نيويورك تايمز ومقالات عدد من كتاب واشنطن بوست ومراكز الأبحاث هناك محسوبة مباشرة على الإدارة الأمريكية، وفيها نفس الخط الرسمى الذى يفصل بغرابة مشبوهة بين الإخوان والإرهاب، رغم كل ما يحدث من وقائع إرهابية بأيدى عناصر وقيادات الجماعة وآخرها اغتيال ثلاثة قضاة وسائق فور صدور الحكم على مرسى.نعود إلى السؤال الأول، من يحرض من، الإخوان أم العواصم الغربية؟ أظن أن مجموعات الإخوان لن يكون لها وجود أصلا فى العواصم الغربية إلا إذا كانت مأمورة بلعب دور لاحتواء الإدارة المصرية التى تسعى للاستقلال الوطنى والتماسك العربى والنهوض الاقتصادى، وهو بالطبع لا يستقيم مع المشروع الأمريكى المقرر لمصر والمنطقة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة