منذ أيام خرج علينا أحد «الوجهاء الطائفيين» بالقول: «السيسى يحكم مصر والسلفيون يحكمون الأقباط»!! وللأسف اتبعه كثيرون من البسطاء أو من المغرضين، وقبل أن نفند هذه «الفرية المغرضة».. لابد من التأكيد على أن السلفيين طوال العقدين الماضيين «اضطهدوا» الأقباط، وازدروا علنا عقائدهم، بل ويوجد أكثر من عشر فتاوى مسجلة للدكتور ياسر برهامى تفيض كراهية وازدراء للمسيحية ولم يحاسبة أحد، كذلك لا تبنى كنيسة فى الصعيد إلا بتدخل من هؤلاء الظلاميين وليس آخرها كنيسة قرية الجلاء بسمالوط والتى كان بحوزة الرعاة تصريح رسمى، إلا أن جلسات العار «العرفية» وضغوط السلفيين وأنصار الإخوان فرضت شروطا مجحفة جعلت الكنيسة بلا منارة وبلا صليب!!
كل ذلك لا يمكن تعميمه .. كون المواطنون المصريون الأقباط عدة ملايين لهم مكانة كبيرة.. فهم بشهادة الوزيرة السابقة عائشة عبدالهادى فى تقرير لمنظمة العمل الدولية يمتلكون 31% من الثروة القومية، ووفق دراسات مركز ابن خلدون يمثل الأقباط 25% من المهنيين.. بل وتمتلك أسرة ساويرس فقط حوالى 30% من أسهم البورصة، وللأقباط تاريخ ممتد فى المشاركة الوطنية وبناء الدولة والدفاع عنها من ثورة 1804 حينما وقف البطريرك كيرلس الثامن مع شيخ الأزهر محمد الشرقاوى وأطاحوا بالوالى العثمانى خورشيد باشا جنبا إلى جنب مع علماء الأزهر والمعلم إبراهيم الجوهرى، وفى ثورة عرابى 1882 وقف البطريرك كيرلس الخامس مع عرابى، وكان ذلك أحد أسباب نفية لدير البراموس فيما بعد، ثم دورهم فى تأسيس الجماعة الوطنية 1919، وكان بيان الكنيسة المرقصية 26يوليو 1952 ثانى بيان مؤيد لثورة يوليو بعد بيان جامعة الإسكندرية، وفى حرب أكتوبر كانوا فى طليعة الشهداء ومنهم اللواء البطل فؤاد عزيز غالى قائد تحرير العريش، وفى 25 يناير 2011 كان الأقباط فى طليعة الثورة وقدموا الشهداء مثل مينا نبيل فى 28 يناير بميدان عبدالمنعم رياض، فى وقت كان فيه السلفيون والإخوان يختبئون، وموقفهم فى المعارضة المعلنة للحكم الإخوانى (أول من انسحبوا من الجمعية التأسيسية للإخوان وكانوا دائما فى طليعة الثوار مما دعا الإرهابى خيرت الشاطر لأن يقول 80% ممن أمام الاتحادية أقباط)، وكيف دفعوا ثمن ذلك بعد فض الاعتصامات الإرهابية، لكل ذلك لا يصلح أن نهين الأقباط ونقول يحكمهم السلفيون!!
إن من يقول ذلك لا يعرف لا عظمة الشعب المصرى ولا الدور الوطنى الطليعى للأقباط، بل تحكمه رؤية طائفية وعقدة اضطهاد تؤدى للدونية.. أو أنه يقول ذلك بشكل مغرض ويعيد توظيف «الطائفية» لأسباب شخصية أو انتخابية، نعم قطاعات من السلفيين تهين الأقباط وتضطهدهم ولكن مصر يحكمها المصريون بقيادة عبدالفتاح السيسى وليس السلفيون.. وتحيا مصر.