«قصائد ملونة» هو عنوان المعرض الذى افتتح أمس الأول فى قاعة جاليرى مصر بالزمالك، معرض مبهج لشاعر كبير، يسعى من خلال الرسم أن يلون العالم على طريقته، يرتب الأساطير من جديد، ألوان طفولية لرسام على مشارف الثمانين، مجدى نجيب الشاعر الكبير يبتسم بأعماله لمقاومة الجهامة
والاكتئاب، يأخذك إلى عالم الفطرة النقية، ويشير إلى ما تبقى بداخلك من رسومات لا تتذكر متى شاهدتها، أو على أى حائط من جدران أيامك الكالحة، المعرض احتفال بألوان الأطفال الزاهية، وهى تحاول أن تحل مسألة المساحة بقوانين الطفولة، وجوه وأقنعة وحيوانات أسطورية وسيوف من أبطال فى طريقهم إلى هدف نبيل، صاحب ديوان «صهد الشتا» يغنى هذه المرة بعيدا عن الأحزان، هو يريد أن تكون متفائلا مثله، مع عازفيه وصياديه وحيواناته وأبطاله الخرافيين، نجيب صاحب الصوت الشعرى الدافئ، ورسام الأطفال الكبير والمخرج الصحفى «الأسطى»، نجح فى خلق حالة صادقة لشخصيته العذبة فى هذا
المعرض، صاحب «كامل الأوصاف وغاب القمر يابن عمى وقولوا لعين الشمس وأودعك وجانى وطلب السماح وشبابيك، يرسم كأنه يغنى، بعد خمسين عاما من العمل الدؤوب، كان موزعا هنا وهناك ما بين الريشة والقلم، بين الحرف والفرشاة وهندسة الإخراج الصحفى، رحلة كما يقول كانت فى معظمها لحظية تلاحق هدير ماكينات الطباعة، يشوبها ضغط الوقت وسأم التشتت والانتشار والارتحال من مساحة إلى
أخرى، المعرض كما كتب «بمثابة تراكم تعبيرى»، لأن لوعة التصوير هى المرفأ، كرسى هزاز بتعبير ماتيس، يقول إنه بدأ العمل فيه أواخر 2013، بداية لا تعرف الملل أو القلق ولا معنى التوقف، فقط تبدو مفتوحة على دنيا جديدة تنتمى إليه وينتمى إليها « من أجل أن يكون الفن وسادة وأن نحيا، وننتشى بقوة الضوء ونغتسل من تلك التذكارات والأيقونات التى تمس الروح والوجدان»، فى المعرض خطفه سحر الفن الأفريقى بأقنعته وألوانه الصاخبة، تجربته هذه حسب كلامه مجرد أطلالة على شبابيك الغناء فى قصائد ملونة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة