أمريكا التى تعيث بلطجة وفسادا فى الشرق الأوسط، مرعوبة من رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون، صاحب لقب «كينج كونج» المرعب، الذى يتحداها ويخرج لها لسانه باليل والنهار، وترد عليه بطريقة القردة الثلاثة «لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم»، ولو كان فى منطقتنا زعيم يشبهه لأعلنت الحرب العالمية الثالثة والرابعة والخامسة، كوريا الشمالية امتلكت مؤخرا تكنولوجيا تصغير الرؤوس الحربية النووية، القادرة على حمل الصواريخ الباليستية التى يمكن أن تصل إلى جنوب شرق الولايات المتحدة، وتهدد الأمن الأمريكى بشكل مباشر وحقيقى.
سبب رعب أمريكا أنها لا يمكن أن تحسب رد فعل الرئيس الكورى إذا استفزته، وقد يهدم المعبد فوق رأسها ورأسه، فهو الذى أعدم وزير دفاعه بدانة مدفع مضاد للطائرات، بعد اتهامه بعدم الاحترام لنومه أثناء إلقاء كلمته فى احتفال رسمى، وأعدم زوج عمته وخمسة من مساعديه بالكلاب الجائعة المسعورة التى التهمت لحومهم وقرقشت عظامهم، لمجرد الشك فى ولائهم، وأعدم بعد ذلك عمته، وإذا كانت المخابرات الأمريكية تقيس ردود أفعال أعدائها بنماذج طبق الأصل، فرئيس كوريا الشمالية ليس له مثيل ولا شبيه ولا يخضع للقياس، فقد أرغم محلات الحلاقة - على سبيل المثال - بتحديد 20 قصة شعر للنساء للاختيار بينها، وهو الذى أودع فريق بلاده لكرة القدم فى السجن مع المدربين والإداريين وبعض المشجعين، بعد هزيمتهم من البرتغال فى كأس العالم.
فعلا «أمريكا متخافش إلا بالعين الحمرا»، وتعمل ألف حساب لمن تخشاه، وكوريا الشمالية لديها جيش عامل قوامه 1.5 مليون مقاتل من إجمالى عدد سكانها الذين يبلغون 25 مليون نسمة، أما قوات الاحتياط ومن هم فى سن التجنيد فيبلغ عددهم 18 مليونا، أى أنها جيش كبير فى صورة دولة أو دولة هى فى الأصل جيش كبير، ولا يعنيهم الحريات فهى الأسوأ على مستوى العالم، ولا مستوى المعيشة حيث لا يتجاوز دخل الفرد 100 دولار فى العام. الصين وروسيا تدعمان كوريا الشمالية وتقفان حائط صد ضد التلويح بالعقوبات الغربية، وأمريكا تخشى التورط فى حرب نووية قد تدمر نصف الكرة الأرضية، وعلى الباغى تدور الدوائر.