"ترددت كلماته فى عقلى كأنها طَوق النجاة لِما أشعر به من ألم؛ فما الذى يمكن أن يشعر به إنسان لم يتعلم إلا العطاء إزاء من يأخذ دون أن يقدِّم ؟! قال لى صديق: اهدأ قليلا، يا صديقى! ولا تسمح لتفكيرك أن يَضيع منه الهدف مع أولٰئك الذين يَهدِمون فإنهم لا يستحقونه. انشغل بكل ما هو إيجابى ومفيد فقط. لأن حياتك بها ما هو أهم وأفضل. وهنا ابتسمت! فكلماته: "الحياة بها ما هو أهم وأفضل"، قد ومضت فى أعماقى ببريق أمل!.
كم فى الحياة من البشر الذين تمر بهم الآلام، والأتعاب، والضيقات التى تصدر من آخرين؟ كثيرون! لٰكن، تختلف ردود كل إنسان وانفعالاته حسب شخصه، وحسب أولوياته فى الحياة. فمن ضاع منه الطريق أو الهدف، تَضيع منه الحياة بأسرها. ومن يُدرِك أهمية الدقائق والساعات، لا يتوقف عند الكلمات المحبطة والعراقيل، متخطيـًا ما يتعرض له من سلبيات.
ومن أهم الوسائل التى تساعدك على عدم التوقف أمام السلبيات وعبورها هو أن تملأ تفكيرك وحياتك وأفكارك بكل ما هو إيجابى؛ يقولون: "زاحِم عقلك بالأفكار الإيجابية، والنيات الحسنة، والأحلام، والمشروعات؛ ودَعها تحتل عقلك كاملا؛ وهٰكذا حين تَطرُق الأفكار السلبية أبواب فكرك، لا تجد لها مكانـًا فترحل. دَع الرحيل لكل ما هو سلبى؛ فالنجاح يصنع له طريقـًا فى حياة كل مَن عمِل بأسلوب إيجابى مستمر فى حياته؛ فقد قيل: "العقول العظيمة تنشغل بالأفكار الإيجابية، والعقول العادية تنشغل بالأحداث، والعقول الصغيرة تنشغل بالناس. كُن عظيمـًا بما تحمله من إيجابية فى حياتك، وأفكار عظيمة تسعى لتحقيقها، حتى إن لم تكتمل، فقد وُضعت البذر وحتمـًا سيجنى ثمارها البشر فى يوم ما.
وبينما أنت ترفض السلبيات التى يحاول الآخرون زرعها فى أفكارك، أيضـًا لا تدَع أفكارًا سلبية عن ذاتك تندس فى عقلك، فإغراق السفينة يبدأ بثَقب صغير من داخلها. قيِّم أمورك، وفكِّر فى التعديل والتطوير، ولٰكن دون أن تجرح فى نفسك، أو فى الآخرين. ولا تنسَ أن كل عظيم كان طفلا ضعيفا باكيا، وكل بناء عظيم كان يومـًا خطوطـًا رُسمت على أوراق؛ فاهتم بأمل الغد لا بمشهد اليوم.
قد تمتلئ الحياة بالسلبيات، فلا تتوقف عندها، وكُن أنت إيجابيـًّا.
إن الطرق جميعها تمتلئ بالأحجار؛ منها ما يمكن أن تستخدمه فى التحطيم، ومنها ما يمكن أن تستثمره فى البناء!
وقد يخفُت النور فى وقت المغيب، لٰكنه يَعِد بإشراقة يوم جديد!
وقد تتحد أيدٍ للهدم، ولٰكنْ هناك هامات تقف للبناء!
هٰذه هى الحياة:
إما أن تقف عند أمواجها، وإما أن ترتفع فوقها.
كُن إيجابيـًّا فى حياتك، وبالأكثر فى التصدى للسلبيات واجتياز التحديات.
كُن إيجابيـًّا، منشغلا بما هو أهم، وأفضل!
* الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة