حين تعظم على الإنسان الابتلاءات، وحين تكبر فى عينه الزلات، ترى الإسلام الحنيف يفتح أمامه أبوابا واسعة من الأمل والرجاء فى العافية والتوبة، فلم يغلق الإسلام باب الأمل على المستويين..
مستوى الأفراد وعلاقاتهم بربهم، ومستوى الأمم وما يعترض طريقها من محن تؤخر انبعاثها.
فعلى المستوى الفردى يذكرنا القرآن بآية كريمة فى سورة الأحزاب: «قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم».
بل إنه سبحانه وتعظيما للأمل فى النفوس، وعد سبحانه بخطوة زائدة على المغفرة، وهى أنه سبحانه سيبدل هذه السيئات إلى حسنات، قال تعالى فى سورة الفرقان: «إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات».
وعلى مستوى الأمم وما يعترض طريقها، ضرب سبحانه المثل كثيرا فى القرآن مذكرا بما واجه أنبياؤه من صعاب جاء بعدها النصر المبين، قال تعالى: «حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا..»، وقال جل شأنه مذكرا بأشد الأزمات التى اعترضت طريق سيد الكائنات صلى الله عليه وسلم: «إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا».
من هنا، فإننى أؤكد على أن الأمل صنو الإيمان وقرينه، من فقده فقد إيمانه بربه، وضاعت ثقته فى قدرة مولاه سبحانه، وفى المقابل فإن اليأس صنو الكفر، لأنه سوء ظن بالله، قال الله تعالى آمرا المؤمنين بعدم اليأس ومحذرا منه: «وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن روْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ».
هناك نقطة نظام لا بد أن أشير إليها، وهى أن الأمل الذى دعا إليه القرآن ودعا إليه الإسلام بكل نصوصه ليس أمل المتواكلين، وليس أمل الخاملين، وليس أمل الجالسين فى بيوتهم ينتظرون أن تمطر السماء ذهبا وفضة!!
أملنا الذى ندعو إليه أمل له جناحان: الأول: ثقة كاملة غير منقوصة فى قدرة رب العزة سبحانه وتعالى.
أما الجناح الثانى فهو العمل الدؤوب واستفراغ الوسع فى الأخذ بالأسباب التى يجب أن نربى أنفسنا عليها ليلا ونهارا، حتى تصير ثقافة عامة فلا أمل للخاملين القاعدين، لا أمل للباحثين عن مصالحهم الشخصية فقط، لا أمل لأولئك الذين احترفوا النقد غير الموضوعى بعيدا عن العمل والإنتاج وتحقيق العمران، الذى أمرنا به المولى عز وجل فى أكثر من موضع فى قرآنه المجيد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة