أبوعامر النجدى، أو أبوعلى الزهرانى.. هو اسم الانتحارى الذى فجّر نفسه فى مسجد القديح فى القطيف خلال صلاة الجمعة، فجّر أعداءه ممن يراهم «كفارًا» من المسلمين الذين يختلفون عنه فى المذهب.. لايعرف المنتحر القاتل أن الإسلام الذى يظن نفسه منه لم يكن يعرف شيعة ولا سنة.
النجدى أو الزهرانى ينتمى للقاعدة، وانضم لداعش، وخلاصة مراجعاته الفكرية أنه انتقل من مكفرة لأخرى أشد تكفيرًا. هو مفعول به، هناك من لعب فى رأسه، وقدّم له عقيدة مسمومة على أنها دين، بينما هى مسخ أقرب لطفرة جينية غير مرغوبة، هناك مئات من دعاة صنعوا هذا المسخ الفكرى.
لدينا من يؤيد هذا الفكر، ومن يتبناه تصفيقًا أو قلبًا، ومن يدافع عن هؤلاء، لدينا نماذج من هؤلاء سافروا لداعش والقاعدة، وبعضهم يعيش بيننا، وينتمون لهذا الفكر الذى لا يعرف وطنًا ولا دينًا، إنما مسخ أقرب لانحراف جينى أدى لمولود مشوه.
وعلى العكس كانت هناك صورة للطفل حيدر، أصغر شهداء التفجير، اصطحبه والده ليعلمه صلاة الجمعة، بينما شهد التفجير فى المسجد الذى يصفه الدواعش بأنه «معبد الروافض». والد الطفل حيدر وعده بمكافأة مجزية إن داوم على أداء صلاة الجمعة فى المسجد كل أسبوع، بينما فجّر النجدى أو الزهرانى نفسه فى المسجد. ترى ماذا يحمل زميل هذا الطفل فى ذاكرته، ولو سأل شقيقه أباه عمن فجّر نفسه كيف يشرح له أنه مسلم، يصلى لنفس القبلة، ويقرأ نفس القرآن، ويؤمن بنفس الرسول، ويحج لنفس الكعبة؟!.. هذا الداعشى فجّر نفسه، وهناك من أقنعه بأنه ذاهب للجنة والحور العين، يسمونه مجاهدًا لأنه فجّر نفسه فى مسلمين يصلون ببيت من بيوت الله يحرم فيها القتال، يسمون العملية بالإغارة.
هؤلاء الدواب لا يفكرون إلا فى بطونهم وغرائزهم، ويستدرجون المراهقات من كل فج ليحولوهن إلى أوعية مهانة، وأفضل ما يفعلونه أن يعطى كل من دوابهم نفسه كنية أبوعلى الزهرانى، انتحارى قتل مسلمين بتفجير كراهية، وسواء كان أبوعلى الزهرانى أو أبوعامر النجدى أو أبومكفرة الداعشى، هؤلاء الدواعش نتاج تلاقح الفكر المتعصب المعجون بالكراهية مع أموال إقليمية وتدريب دولى، ولا يعرف الذين صنعوهم أنهم سيكونون ممن يسدد الثمن، وفاتورة نشر الكراهية، وتحويل الدين إلى لعبة، وسط بحيرات لهب ونفط، وهى نفس العقلية التى تواصل حروب الكراهية باسم الدين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة