إسرائيل تشكر حلفائها لعرقلة المساعى المصرية لحظر "النووى" بالمنطقة
ونقلت جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية رسالة الشكر التى أرسلها نتانياهو مساء أمس السبت، للولايات المتحدة وبريطانيا وكندا لعرقلتهم المسعى العربى الذى قادته مصر لعقد مؤتمر حول جعل منطقة الشرق الأوسط منزوعة السلاح النووى، وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن نتانياهو أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، وتقدم له بالشكر على إحباط القرار فى مؤتمر حظر انتشار السلاح النووى الذى عقد الجمعة الماضية فى نيويورك، لافتة إلى إن نتانياهو أعرب خلال المحادثة الهاتفية عن تقديره للرئيس الأمريكى باراك أوباما ولوزير خارجيته على الموقف الذى اتخذته الولايات المتحدة وعلى جهود الطاقم الأمريكى فى المؤتمر.
وأحبطت الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا إقرار وثيقة تدعو إلى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووى وتدعو الأمين العام للأمم المتحدة لعقد مؤتمر حتى نهاية عام 2016 لبحث هذا الأمر.
نتانياهو يشيد بموقف أمريكا للحفاظ على احتياجات إسرائيل الأمنية
وأصدر مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلى بيان جاء فيه إن الولايات المتحدة التزمت بالتعهدات التى قدمتها لإسرائيل والخاصة بمنع اتخاذ مشروع قرار يخص الشرق الاوسط وكان سيتجاهل احتياجات اسرائيل الامنية والتهديدات المحدقة بها، على حد زعمه، وأشارت هاآرتس إلى أن إسرائيل لم توقع حتى اللحظة معاهدة حظر الانتشار النووى، وتحافظ على سياسة الغموض بشأن برنامجها النووى، مضيفة أن الولايات المتحدة أحبطت القرار خشية أن تضطر إسرائيل إلى الإقرار إذا ما كان بحوزتها برنامج نووى.
وقال مسئول إسرائيلى رفيع المستوى: "إن الولايات المتحدة حافظت على التزامها تجاه إسرائيل بمنع قرار متعلق بالشرق الأوسط يختص بإسرائيل ويتجاهل مصالحها الأمنية والتهديدات التى يفرضها عليها الشرق الأوسط المضطرب على نحو متزايد"، مضيفا أن إسرائيل شكرت أيضا بريطانيا وكندا على الانضمام للولايات المتحدة فى عرقلة التوافق فى المؤتمر.
كى مون يعرب عن أسفه لعدم التوصل لقرار
من جانب آخر، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، مساء أمس عن خيبة الأمل لفشل المؤتمر الاستعراضى للدول الأطراف فى معاهدة عدم الانتشار النووى فى التوصل، الجمعة الماضية، لتوافق فى الآراء والخروج بنتائج موضوعية، وقال الأمين العام، فى بيان أصدره المتحدث الرسمى باسمه، إنه يشعر بالأسف لأن الدول الأطراف فى المعاهدة لم يتمكنوا من تضييق الخلافات حول مستقبل نزع السلاح النووى أو التوصل إلى رؤية جماعية جديدة بشأن كيفية انشاء منطقة خالية من خالية، فى الشرق الأوسط، من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل الأخرى.
وكان مؤتمر منع الانتشار النووى أخفق فى التوصل لاتفاق بعد أن منعت الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، قرارا فى مؤتمر لحظر انتشار الأسلحة النووية، وجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من النووى حتى موعد أقصاه مارس 2016، جاء ذلك فى أعقاب معارضة إسرائيل، وبالرغم من أن الصيغة النهائية للقرار تضمنت بنودا كثيرا تتجاوب مع المطالب الإسرائيلية، وقالت ممثلة الولايات المتحدة فى مؤتمر معاهدة حظر الأسلحة النووية (NPT)، الذى اختتم فى نيويورك الجمعة الماضية، إن القرار لا يتماشى مع سياسة الولايات المتحدة، مضيفة: "أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تدعم إخلاء مناطق من الأسلحة النووية، إلا أنها تعتقد أن المبادرة لإقامة مثل هذه المناطق يجب أن تكون من قبل الدول ذات الصلة، وبموافقة تامة ومشتركة لكل دول المنطقة".
وكانت قد طلبت مصر خلال المؤتمر، الذى عقد على مدار شهر تحديد موعد أقصى لعقد مؤتمر آخر يناقش جعل الشرق الأوسط خاليا من السلاح النووى، فى حين عارضت إسرائيل، التى لم توقع على المعاهدة.
وكانت الصيغة النهائية لمسودة القرار، الذى تم رفضه، يلزم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، بعقد مؤتمر لنزع الأسلحة النووية من الشرق الأوسط حتى مارس 2016، كما تضمن أن يعين بان كى مون قبل مطلع يوليو القادم مبعوثا خاصة من قبله ينسق العملية مع دول المنطقة.
كما جاء فى صيغة مسودة القرار أن عقد المؤتمر يشكل بداية عملية مفاوضات بين دول المنطقة لبلورة ميثاق ملزم للشرق الأوسط خال من السلاح النووى ومن أسلحة الدمار الشامل، وأنه بعد موافقة الدول على جدول أعمال المؤتمر سينعقد خلال 45 يوما.
وجاء أيضا أن جدول أعمال المؤتمر سيحدد من خلال المفاوضات المباشرة بين دول المنطقة، وأن القرارات تتخذ بإجماع الدول المشاركة.
موضوعات متعلقة:
بعد الدور الأمريكى بإحباط جهود مصر لحظر انتشار السلاح النووى بالمنطقة.. إسرائيل تتنفس الصعداء.. الإعلام العبرى: واشنطن أنقذتنا من مراقبة منشآتنا النووية.. ومسئول إسرائيلى: القاهرة فشلت فى لى ذراعنا
إسرائيل تشكر أمريكا وبريطانيا لعرقلتهم مقترحا مصريا بإخلاء المنطقة من النووى
