عندما كنت أكتب وأقول إننا لم نقم بثورة لا أولى ولا ثانية، كان إخوانا بتوع النت والتعليقات الفاضية يهاجموا ويشتموا، ويزعمون تارة أننى إخوانى وتارة أخرى أننى فلول، والحقيقة أننى مصرى فقط، كنت أحلم بمجتمع أفضل ليس لى بل لأبنائى وأحفادى، فمثلى لا ينتظر إلا أن يرى مجد أمته، وعندما قامت مظاهرات 25 يناير 2011 اعتقدنا جميعا أنها ثورة، وقتها كتبنا وهللنا ووصفنا من شارك فيها بكل ما هو غال، ولكن بعد أن ظهرت الصورة وبان المستور وسطا الإخوان عليها ونجحوا فى حرمان مصر من بناء وطن تحول كل ما حدث فى يناير إلى كابوس حقيقى، وهو ماجعل جيش مصر يتدخل فى 30 يونيو 2013 لينقذ مابقى من مصر بعد أن كاد غراب الإخوان يختطفها، ولكن جيش مصر كان لهم بالمرصاد، واعتقدنا أن سلوكيات الشعب ربما تتغير بعد 30 يونيو 2013 ولكن ظل الحال كما هو، بل تدهورت سلوكيات الجميع نخبًا وعامة ومثقفين وجهلة، الكل تحرك لهدم مصر وليس بنائها، ووضع ذلك فى كل شىء حتى التغيرات فى حقائب المحافظين أو الوزراء، فقد جاءت بما لا يحقق طموح أمة، وعلى سبيل المثال حركة المحافظين التى جرت منذ عدة شهور، وجاءت بعدد من المحافظين لم يكونوا أفضل حالا من محافظى عصر مبارك أو الإخوان، والدليل اختيار محافظ الإسكندرية المدعو هانى المسيرى الذى بسببه تمت الإطاحة بالأفضل وهو اللواء طارق المهدى محافظ الإسكندرية السابق الذى قدم نموذجا للعمل على عكس هذا الهانى المسيرى الذى هبط على المنصب بالبراشوت ولا أعرف من هو العبقرى الذى رشحه لهذا المنصب.
هانى المسيرى منذ أن تولى منصبه كمحافظ للإسكندرية والبلاغات تتوالى ضده بعد أن وقع فى العديد من الخطايا والأخطاء التى كان أشهرها إصراره على الدور الخفى االذى تقوم به زوجته والذى أثار ظهورها أزمة كبرى تدخل فيها الكبير والصغير لوقف هذه المهزلة، ويبدو أن المحافظ لم يرضخ لأوامر الكبار والدليل ظهور زوجته أكثر من مرة بعد ذلك، ويبدو أن هناك إجماعا سكندريا بضرورة رحيل المسيرى، والدليل كم البلاغات التى تقدم بها المحامى الشهير هشام رجب إلى النائب العام أو إلى المحامى العام لنيابات الإسكندرية، إما لأسباب تتعلق بحصوله على الجنسية الأمريكية أو لأسباب تتعلق بإهدار المال العام أو الإهمال فى تولى ملفات المحافظة، بلاغ آخر بمنع «المسيرى» من دخول المنشآت، انتهى سيل البلاغات ولم يتحرك أحد ليتم عزل هذا المحافظ، وهو ما يجعلنى أؤكد أن مصر تسير للخلف، ولا ثورة ولا يحزنون.