انقلبت ترابيزة البث التليفزيونى فى الدورى المصرى، بمفاجأة إعلان النادى الأهلى فسخ عقده من طرف واحد مع التليفزيون وغرفة الإعلام والتعاقد مع شركة الـ13 ناديا التى ظهرت كالغول المحمل بالأموال منذ عدة شهور تشترى حقوق الرعاية للزمالك، و12 ناديا بالدورى، ولولا قوة الأهلى ورفضه التوقيع معها وضمه 6 أندية أخرى لمواجهتها لكان هناك احتكار ينفذ ما تريده فى الساحة الرياضية.
مجلس إدارة الأهلى برئاسة محمود طاهر رفض فى بداية الأمر التعاقد مع هذه الشركة، وتردد أن أعضاء بالمجلس الأحمر قالوا إنها غسيل أموال، والكثير من الاتهامات الأخرى، لكن مع عدم التزام التليفزيون بسداد الأقساط مع زيادة الضغوط الجماهيرية لاهتزاز الفريق الأحمر والحاجة لأموال كثيرة لدعم الصفوف الأهلاوية بصفقات مع الأعداد المالية الضخمة، وفى نفس الوقت ضغط وكثرة «الزن» من مسؤولى هذه الشركة وتقديمهم عروضا مالية ضخمة وجد محمود طاهر ورفاقه ضرورة التراجع عن قرارهم السابق واتجهوا إلى إبرام عقود جديدة مع هذه الرعاية فى شكل سريع المزايدة فيها الفلوس حاضرة رغم الإعلان رسميا عن الاهلى مع بريزنتيشن لمدة 3 سنوات جديدة مقابل 120 مليون جنيه، وهو الخبر الذى أصاب الأندية الستة التى كانت تعيش فى حماية الفتوة الأحمر، سموحة ووادى دجلة والمقاولون ودمنهور وبتروجت، بحالة من الصدمة وشعور بالضياع لأن وجودهم مع الكبير كان أمنا وأمانا فاتجه للحديث بصوت عال عن اتهام الأهلى بالخيانة وأنهم باعهم أمام إغراءات المال.
قد يرى البعض عند تقييم الأمور أن الأهلى «خاين» وباع الأندية الستة، وتركهم يغرقون أمام مصلحته، هذا بالتأكيد حقيقة لأن كل مسؤول فى ناد هو الأكثر حرصا على مصلحة ناديه وأعضائه وجماهيره، والأحمر قلعة رياضية كبيرة، والمهم عنده هو الحصول على حقوقه، وربما يكون الخطأ الذى وقع فيه طاهر هو عدم إخطار الأندية المتحالفة معه بموقفه والأكثر واقعية البحث عن حلول لهذه الأندية حتى لا تجد نفسها فجأة فى ورطة كبيرة خاصة أنها ضعيفة ولا تستطيع تسويق حقوق رعايتها وبثها التليفزيونى.
فى كل الأحوال الأهلى ليس «خائن» ولكن غاب عن مسؤوليه التوفيق فى التعاقد مع الشركة ذات مصادر التمويل الغامضة، وفى نفس الوقت الأندية الستة مطلوب منها التحرك سريعا لإنقاذ نفسها قبل الموسم الجديد.
كلمة وبس
مولد التعاقدات يفسد الذوق الكروى المصرى.