قلنا إن داعش جزء من لعبة يبدو أنها لن تتوقف قريبا، وقد تعود على صناعها مثلما انقلب فرانكشتاين على صانعيه، أشبه بكابوس فى فيلم من أفلام هوليود، «مصاصى الدماء والمستذئبين والمسوخ» لكنها فى كل الأحوال ترجمة لخيالات قديمة ومزج للأساطير بالحقائق، لكنه خيال على كل حال، خاصة فرانكشتاين المسخ الذى سعى أحد الأطباء العباقرة لتجميعه من أعضاء مختلفة ليصنع منه بشرا خارقا، فإذا به ينقلب مسخا متوحشا يدمر وينتقم.
تدور أحداث الرواية عن فيكتور فرانكشتاين الذى كان يسعى وصديقه فيكتور لاكتشاف إكسير الحياة، ثم يجرب طريقة بعث الحياة فى المادة وتنتج تجاربه مخلوقا هائلا يعجز عن بث الحياة فيه، وينصرف إلى استراحة، ليعود ويكتشف هروب المسخ الذى يحمل اسم فرانكشتاين، وتقع سلسلة من الأحداث، يقتل المسخ صديق الدكتور، ويتم اتهام خادمة وإعدامها، ثم يرتكب جرائم قتل وتتوالى المطاردة بين الدكتور فرانكشتاين والمسخ حتى القطب الشمالى.
والرواية كتبتها الكاتبة البريطانية مارى شيلى، وصدرت عام1818 والحقيقة هى أن فرانكشتاين كان يسعى لكشف إكسير الحياة، ومثلت المصدر الرئيسى لكل سلاسل فرانكشتاين والمسوخ، وتبدو تنظيمات مثل داعش وباقى التنظيمات الإرهابية المعادل لمسخ فرانكشتاين، حيث شاركت فى صنع هذا الكائن دول وأجهزة استخدمت أموالا، وأيضا وظفت الدين فى عمل غسل مخ ومسخ للأفكار، فأنتجت كائنات متوحشة بلا عقل يذكر لا تعرف فير الدم والذبح، وتتصورأنها قادرة على العمل بعيدا عن مخترعيها فيما يتصور المخترع أنه قادر على التحكم فى المسخ.
وهذه المباراة بين المسخ وصانعيه تنتج مجاور ومذابح لا يبدو أنها تزعج من صنعوا المسخ، لكن يبدو أن أسطورة فرانكشتاين قد تتكرر، لكن داعش ليست أسطورة فى فيلم لكنها أحدث كوابيس فرانكشتاين العصر من مخابرات ودول ونفط وأموال.
فى الأسطورة الروائية يطارد الدكتور فرانكشتاين المسخ حتى القطب الشمالى، وطوال الوقت يشعر بأنه مسؤول عن جرائم يرتكبها المسخ، لكن البادى حتى الآن أن الدكتور لم يشعر بخطر فرانكشتاين الممسوخ حتى لو خرج عن السيطرة ونفذ عملياته خارج المربعات المرسومة له.
كانت القاعدة مثالا على انقلاب فرانكشتاين الممسوخ على الدكتور العبقرى، واليوم تبدو مطاردات الدكتور خائبة أو غير جادة، مع أن المسخ قدم دلائل كثيرة وجرائم ذبح وقتل وحرق ودمار تفوق ما فعله المسخ فى الأسطورة، ولم ينبه أحدا إلى أن المسخ يخرج عن السيطرة. لقد تطورت القاعدة وتحورت مثلما جرى مع المسخ، وتفاعلت فى هذا الكثير من الأفكار باسم الدين أو الدعوة، وهى مجرد غازات عقلية سامة، ومن العراق لسوريا لليبيا ونيجيريا ومصر والسعودية لا يزال المسخ قائماً.