السيد نوربرت لامرت، رئيس البوندستاج الألمانى، البرلمان، قرأت حوارك يوم الخميس الماضى مع إذاعة صوت ألمانيا أو الدويتشه فيله وهى الإذاعة الدولية لألمانيا للعالم الخارجى، وبقدر احترامى وتقديرى للتجربة الديمقراطية فى ألمانيا ومؤسسة البرلمان القوية والمؤثرة فى صنع القرار الألمانى، إلا أنه يا سيدى هالنى ما ورد على لسانك من معلومات وأرقام لا أعرف من أى مصدر، أو من أى جهة حصلت عليها دون تدقيق أو تحقيق للتأكد من صحتها وسلامتها، وأنت ليس بالشخص العادى الذى يمكن أن يتورط فى قول أكاذيب ومعلومات خاطئة، ونحن دائما فى مصر والعالم الثالث ننظر إلى تجربتكم بنظرة الاعتزاز والاحترام، القائمة على أساس من الدقة والصدق والتفانى فى العمل.
هل لك يا سيدى أن تخبرنا من أين جئت بمعلومة أن هناك 40 ألف شخص معتقل فى مصر، وأن هناك أكثر من ألف شخص قتلوا فى عامين فى المظاهرات، كما ذكرت فى حوارك، ولو توضح لى كيف تنظر إلى جماعة الإخوان وممارستها الإرهابية ضد الشعب المصرى، على أنها معارضة. وهل بذات القياس نستطيع القول، إن أنصار النازية المجرمة قانونا فى ألمانيا لها حق التظاهر والإرهاب فى ألمانيا تحت لافتة المعارضة، وهل من حق العالم الخارجى أن ينتقد القضاء الألمانى فى أحكامه ضد مجموعات إرهابية مارست كل صنوف الإرهاب ضد الشعب الألمانى وضد الإنسانية، بل وهل تستطيع أنت أن تعلق على أى حكم لا يعجبك من أحكام القضاء فى بلادك.
السيد لامرت.. أخشى أن أقول إنك وقعت ضحية لأكاذيب يرددها تنظيم الإخوان القوى فى ألمانيا، وتاريخه المريب مع النازية وتأسيسيه لأكبر مركز إسلامى فى أوروبا فى مدينة ميونيخ فى الخمسينات واعتباره مركز نشر فكر الإسلام السياسى وأيدولوجية الإخوان الإرهابية فى ألمانيا وباقى دول أوروبا.
لقد نظرت يا سيدى فى حوارك إلى نصف الكوب الفارغ المملوء بالأكاذيب، ولم تمد بصرك وعقلك إلى هناك، إلى مصر وتقرأ وتشاهد جرائم الإخوان ضد شعبها المسالم من مسيحيه ومسلميه، منذ أن ثار الشعب ضدهم فى 30 يونيو، وسوف تجد من المعلومات ما يدفعك للاعتذار والتراجع عما تناولته فى حوارك، سوف ترى حرق وتدمير أكثر من 80 كنيسة فى شمال مصر وجنوبها، سوف ترى مذابح كرداسة ورفح والعريش، سوف تعرف كم عدد الضحايا الذين سقطوا برصاص وقنابل الإخوان ومازالوا، سوف تسمع عن فتاوى الإخوان فى القتل والذبح واهدار الدم.
