وقالت الصحيفة العبرية أن إحدى الوثائق عبارة عن رسالة تحمل توقيع بن جوريون نفسه، وقد وصل تلك الرسالة إلى بيت المزاد العلنى "كيدم"، وسيعرضها للبيع فى الأسبوع المقبل.
وكانت الرسالة التى نشرتها الصحيفة العبرية والتى يعود تاريخها إلى الثانى من شهر يونيو عام 1948، أى بعد شهر ونصف من احتلال حيفا، وبعد عدة أسابيع من الإعلان عن قيام إسرائيل، موجهة إلى آبا حوشى، سكرتير مجلس عمال حيفا وأصبح لاحقا رئيس بلدية حيفا.
وجاء فى الرسالة: "أسمع أن السيد ماريوت، القنصل البريطانى فى حيفا سيريل ماريوت، مهتم بإعادة العرب إلى حيفا، لا أعرف ما شأن السيد ماريوت بذلك، ولكننا لسنا معنيين بإعادة العدو إلى حين انتهاء الحرب، وعلى كل المؤسسات أن تعمل بموجب ذلك".
وكانت الرسالة المشار إليها قد نشرت فى عام 2002، فى كتاب يحمل اسم "آبا حوشى.. رجل حيفا"، كتبه تسادوك إيشل، وفى الرسالة نفسها يشير بن جوريون إلى أن هناك مدرسة صناعية أقيمت من قبل حكومة الانتداب البريطانى قرب المطار فى حيفا، وأنه معنى بأن يصبح المبنى تابعا لسلاح الجو الإسرائيلى.
وأشارت هاآرتس إلى أنه، مثل رسائل كثيرة كان قد أرسلها بن جوريون إلى أشخاص ومنظمات مختلفة، وصلت هذه الرسالة إلى مزاد علنى، لتباع بسعر يبدأ بـ1800 دولار.
وفى السياق نفسه، لفتت هاآرتس إلى أن بن جوريون تعامل مع عرب حيفا، مثلما فعل مع عرب مدينة "اللد"، حيث أصدر تعليمات ليتسحاق رابين وضباط آخرين بـطرد العرب منها، موضحة أن عدد العرب فى حيفا قبل النكبة قد وصل إلى نحو 70 ألفا، وقامت عصابات "الهاجاناه" بتهجير عشرات الآلاف منهم بعد احتلال المدينة.
وبحسب الرسالة فإن بن جوريون، وبعد شهر من احتلال المدينة، أصدر تعليمات بمنع عودة العرب إلى بيوتهم، وهو ما يتناقض مع ما كتبته رئيسة الحكومة الإسرائيلية الأسبق، جولدا مائير، فى كتابها "حياتى"، حيث ادعت أن بن جوريون طلب منها محاول منع هروب عرب حيفا.
وقالت مائير فى كتابها: "بن جوريون طلب منى "السفر إلى مدينة حيفا والاهتمام بأن يعاملوا العرب المتبقين فى المدينة كما يجب"، وادعت أن بن جوريون طلب منها، ايضا، محاولة إغواء العرب المتواجدين على الشاطئ، على العودة وإقناعهم بأنه ليس هناك ما يخافون منه، وحسب ادعاءاتها فقد سافرت إلى حيفا والتقت بالعرب على الشاطئ وبذلت كل جهودها لإقناعهم بالبقاء، لكنها لم تنجح، على حد زعمها.
وقال مارون اران، صاحب بيت المزاد العلنى الذى يملك الرسالة، إن بن جوريون أمر بمنع عودتهم لأسباب أمنية، وأنه قد يمكن أن يكون قد خطط فى حينه لتوطين المهاجرين اليهود الذين بدأوا يتدفقون على البلاد، فى بيوت عرب حيفا.
عرب مدينة حيفا خلال هروبهم من المدينة خلال حرب 48
جانب من تقرير صحيفة "هاآرتس"
رسالة ديفيد بن جوريون الموقعة باسمه
ديفيد بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل الأول
منع عرب حيفا من العودة لبيوتهم
تدمير مدينة حيفا خلال حرب 48
عصابات الهاجاناة اليهودية التى طردت العرب من بيوتهم فى حيفا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة